تقرير: ماهيتاب عبد الفتاح ومحمد صفاء الدين أثار خبر وفاة مواطن بمحافظة الفيوم بعد إصابته بإنفلونزا الطيور ذعر عدد كبير من المواطنين, حيث أعلنت وزارة الصحة عن وفاة أول إصابة لشخص يدعى "أشرف ع. م."، بعد تبين إصابته بإنفلونزا الطيور, و هو ما دعا الوزارة إلى إصدار بيان لتحذير المواطنين المخالطين للطيور, وأعلن عدد كبير من المواطنين تخوفهم التام من انتشار إنفلونزا الطيور في ذلك الوقت الذي يعاني فيه سوق الدواء من نقص حاد في الأدوية متخوفين من عدم توفير الأدوية المنوط لها علاج الفيروس. وهو ما ذكره المواطن "ش. ع."، قائلًا: للأسف وفاة المواطن الذي أعلنت عنه وزارة الصحة جعل الخوف يحيط بنا من جميع الجوانب. مضيفًا ل "البديل" أن الأزمة لا تكمن في انتشار الفيروس، ولكن في نقص الأدوية التي تشهدها البلاد الآن؛ مما يعني أنه من الممكن أن نواجه نقصًا في الدواء المعالج للفيروس. وهو ما أكده سعد سالم، بقوله: كل ما نخشاه هو انتشار الفيروس واختفاء العقار وعدم تمكن وزارة الصحة من استيراد الدواء، خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار, لافتًا إلى أن هذا المرض مرض موت، والحالة التي تصاب بالمرض لن تستطيع انتظار البحث عن العلاج, مطالبًا بأن يتم توفير العلاج بجميع المستشفيات؛ لأن وفاة حالة متأثرة بالفيروس مؤشر خطير لا يمكن الاستهانة به. وأكدت سلوى فرغلي أن وفاة أول حالة مصابة بفيروس إنفلونزا الطيور أصبحت حديث المدينة, مضيفة أن الخوف ليس من انتشار الفيروس، ولكن من انتشار الفيروس مع الحالة التي تشهدها البلاد في نقص الأدوية واختفاء معظمها، حتى الأدوية المعالجة للإنفلونزا الموسمية, مطالبة بتوفير أكبر قدر من الأدوية المعالجة للفيروس بجميع مستشفيات مصر؛ حتى لا يتم تحويل المرضى بالمحافظات إلى مستشفيات القاهرة فقط؛ مما يحدث أزمة، سواء بالأماكن أو عدم توفير الأدوية، خاصة أن الفيروس في بداية انتشاره هذا العام، ولا نعلم إلى أي مدى سوف نصل معه. وعلق الدكتور أحمد حسنين، إخصائي الطب الوقائي، قائلًا إن وزارة الصحة أعلنت وجود مواد خام من عقار التاميفلو لإنتاج العقار، وإن العقار متوفر بالصيدليات والوحدات الصحية, ولكن ما نخشاه هو تفشي الوباء بصورة لا تستطيع الوزارة مواجهتها الآن، خاصة مع ارتفاع سعر الدولار, وأضاف حسنين ل "البديل" أن هناك تدابير وقائية يجب على الصحة اتباعها قبل تفشي الوباء، أبسطها أن تقوم بإرسال وفود مستمرة إلى الأماكن التي تتواجد بها الطيور بمجرد ظهور الفيروس، خاصة القرى التي تكون بؤرة لانتشاره بصورة كبيرة, موضحًا أنه على الوزارة عدم الانتظار لإنتاج عقار التاميفلو من المواد الخام التي تنتج 2,5 مليون جرعة كما أوضحت، ولكن يجب إنتاج تلك الجرعات الآن قبل تفشي الوباء. انتشار بؤر إنفلونزا الطيور في بعض المحافظات جعل لجنة الزراعة بمجلس النواب تضع الأمر على أولوياتها خلال الأسبوع الحالي؛ لمناقشة توفير الأمصال وكيفية الحد من انتشار المرض. وأرجع الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، انتشار المرض لعدم حدوث وقاية من الأساس، مؤكدًا: هذا ما ننادي به من فترة بتطوير صناعة الدواجن التي أصبحت عشوائية، ووضع خريطة للأمراض الوبائية وطرق الوقاية منها، ولكن الحكومات المتتالية لم تتخذ أي خطوات للتطبيق. وأضاف أن الفيروس موجود في الحقل المصري، ولكن لا بد من تحجيمه؛ حتى لا ينتشر، وهو ما حدث العام الماضي، ولم ينتشر سوى في 5% تقريبًا حيث تم منع دخول الفيروس من الأساس إلى مزارع الدواجن، محذرًا من أن عشوائية الصناعة وعدم تطويرها سبب انتشار الفيروس؛ لأن الحكومة والبرلمان تحركا الآن بعد حدوث الإصابة وليس قبل حدوثها لمنعها. وبجانب إنفلونزا الطيور ظهرت الحمى القلاعية، التي أدت إلى نفوق الماشية في بعض الملاحظات، وأعلنت وزارة الزراعة أنه تم الاتفاق مع صندوق التأمين على الثروة الحيوانية على تعويض المتضررين من مرض الحمى القلاعية، شريطة أن يكون المربي المتضرر قد أبلغ الطبيب البيطري المختص لاتخاذ الإجراءات الإدارية والصحية المتبعة للتخلص الآمن من الحيوان النافق. المرض الفيروسي المعدي المسمى بالحمى القلاعية يصيب الماشية، وينتقل بينها بسرعة عن طريق الرذاذ المحمل بالفيروس أو إفرازات الحيوانات المصابة، ولكنه لا ينتقل في الغالب إلى الإنسان إلا في بعض الحالات النادرة، لذلك لا بد من الحرص على عدم انتقال المرض بين الماشية؛ حتى لا يقضي على الثورة الحيوانية. وقال حسين عبد الرحمن، نقيب عام الفلاحين، إنه يجب الحفاظ على الثورة الحيوانية من مرض الحمى القلاعية وعدم شراء أي حيوانات من مصادر مجهولة، وعدم التخلص من الحيوانات النافقة بإلقائها في الترع والمصارف؛ لعدم الإضرار بالثروة الحيوانية وانتشار المرض. وشدد على ضرورة إبلاغ الطبيب البيطري المختص؛ لاتخاذ الإجراءات الإدارية والصحية المتبعة للتخلص الآمن من الماشية النافقة، مشيرًا إلى أن الطب البيطري بالمحافظات يعمل الآن على اتخاذ إجراءات الفحص والعزل والتطهير وسحب العينات ومنع انتقال الحيوانات من منطقة لأخرى؛ لعدم انتشار المرض.