ارتداء قميص المنتخب الوطني وتمثيله في المحافل الدولية شرف لأي لاعب مهما كان اسمه. استوقفني مشهد خلال مباراة المنتخب المصري وبوركينا فاسو، التي جمعت الفريقين على ملعب «دانجوندجي»، وانتهت بفوز الفراعنة 4/3 بركلات الجزاء الترجيحية ومنحت مصر بطاقة العبور للمباراة النهائية في واحدة من كبرى مفاجآت المونديال الإفريقي، المنتخب المصري تعرض لظروف صعبة للغاية بفقدان الثنائي الهجومي مروان محسن وأحمد حسن «كوكا» بسبب الإصابة ليضطر الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب مواجهة خيول بوركينا فاسو بدون مهاجم صريح والدفع بمحمود «كهربا» كمهاجم في تلك المباراة، عدسات الكاميرات رصدت خلال المباراة بكاء اللاعب مروان محسن، مهاجم الأهلي والمنتخب المصاب بقطع في الرباط الصليبي للركبة خلال مباراة مصر والمغرب في ربع النهائي. بكاء شديد للاعب لعدم تواجده في المستطيل الأخضر في الوقت الذي يحتاج منتخب بلاده لوجود مهاجم، شعوره بأن بلده في حاجه إلى وجوده في الملعب وهناك شئ يحول بينه وبين ذلك جعله ينهمر في البكاء شئ داخله يخاطبه لو كنت لخففت الضغط على زملائي لحاولت خطف هدف يمنح بلادي بطاقة العبور دون الحاجة للذهاب لركلات المعاناة الترجيحية التي قد تطيح بنا خارج البطولة، برافو مروان، أثبت أنك لاعب وطني من الطراز الفريد وضعت بلدك في المقام الأول ورغم إصابتك والتشخيص الخاطئ من طبيب المنتخب جعلك تتحامل على إصابتك وتحاول الاستمرار أمام المغرب ولو سمح لك النزول والمشاركة بالعكاز لما انتظرت وكنت أول المتواجدين في الميدان. الجماهير التي تابعت اللقاء وشاهدت المشهد تأثرت كثيرًا وتعاطفت مع اللاعب وأشادت به، لكن في الوقت نفسه وضعته في مقارنة بلاعب آخر تعامل بموقف استبعاده من قائمة الفراعنة المشاركة في كأس الأمم بالجابون بكثير من الكبر والإستعلاء وكأنه أكبر من المنتخب الوطني الذي يحلم أي لاعب مهما كان اسمه في تمثيل منتخب بلاده، هل فقد هذا اللاعب صوابه عندما صرح إنه لا يعرف المنتخبات التى وصلت للمربع الذهبى، ولم يتابع البطولة من الأساس في إشارة منه إنه ليس مهتم بنتائج منتخب بلاده مادام ليس مشاركا معهم. هذه المقارنة التي قامت بها الجماهير تؤكد وتثبت للجميع لماذا تأهل المنتخب الوطني للمباراة النهائية رغم أنه لم يكن الأفضل ولم يكن ضمن المنتخبات المرشحة قبل إنطلاقة النسخة الحادية والثلاثين «الوطنية» نعم هناك العديد من المنتخبات التي خرجت مبكرًا لديها نوعية لاعبين هم الأفضل في القارة السمراء مثل: ساحل العاج والجزائر والسنغال وجمهورية الكونجو، ولكن الكثير منها افتقد حس الوطنية الذي لخصه مشهد مروان محسن، وهو يمسك عكازيه ويبكي لعدم تواجده في الملعب.