صدمة مفاجئة تضرب الشركات الاستثمارية في مشروع المليون ونصف مليون فدان، أعلن عنها الدكتور سامح عطية صقر رئيس قطاع المياه الجوفية في وزارة الري، بأن المياه الجوفية المتاحة في مصر لا تكفي إلا لزراعة 26 %فقط. كان بعض المستثمرين قد اتفقوا على زراعة محصول بنجر السكر، وهو أحد المحاصيل التي أقرت الوزارة زراعتها في الأراضي المستصلحة الجديدة؛ لتحملها الملوحة المرتفعة، إلا أن المقرر المائي الذي رصدته وزارة الري، وهو 1200 متر مكعب للفدان، لا يكفي الاحتياجات المائية للمحصول؛ حيث إن البنجر يحتاج إلى 4500 متر مكعب؛ مما يحكم على المحصول بالموت قبل زراعته. وهو ما حدث، حيث انسحب المسشتثمرون من المشاركة في استصلاح المليون ونصف فدان، بعد توقيع اتفاقية زراعة 183 ألف فدان من البنجر، إثر تلك التصريحات المفاجئة. يقول الدكتور محمد عبد المنعم، أمين عام مجلس المحاصيل السكرية، إن 4500 متر مكعب للفدان تعني أن الشركات المستثمرة ستروي ريًّا سطحيًّا، أي ري الأرض بالكامل، أما ال 1200 متر مكعب للفدان التي رصدتها وزارة الري فتعني أن الري سيكون بالتنقيط، وهو ري النبات فقط، أي أن الدولة تضمن للشركات المستثمرة المقنن المائي الفعلي الذي يحتاجه المحصول خلال فترة نموه حتى حصاده. وأكد عبد المنعم ل"البديل" أن الدراسات التي أعلن عنها الدكتور فاروق الباز تؤكد أن المياه الجوفية كافية لري 6 ملايين فدان، مشيرًا إلى أن كل الآبار التي تنشأ في مشروع المليون ونصف فدان ناجحة حتى الآن، موضحًا أنه كان من المفترض أن يتم تحديد الري في التعاقدات التي حدثت مع المستثمرين في المشروع؛ حتى لا تحدث مثل هذه المشكلة. ويرى الدكتور أحمد فوزي، أستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، أنه لا بد أن تراجع وزارة الري المياه الجوفية المتاحة في مصر، والتي أعلنت عن أنها لا تكفي إلا لزراعة 26 %فقط من المشروع؛ لأنها يشوبها عدم الدقة؛ حيث إن المياه تكفي لزراعة من 50 إلى 60% من المشروع. وأوضح فوزي ل"البديل" أن بنجر السكر له أنواع كثيرة وتوقيتات مختلفة لزراعته، ويمكن استخدام الري بالتنقيط للحفاظ على المياه، موضحًا أن زراعة البنجر تحتاج الى 1200 متر مكعب للفدان في الزارعة الواحدة من السنة باستخدام إحدى طرق الري الحديثة وفقًا للأبحاث التي تمت، وهي الري بالتنقيط.