* لافتات: “السيطرة على الإعلام عودة للظلام” و “لا خوف لا رعب .. السلطة ملك الشعب” و “خبز وماء والتطرف لا..خبز وماء والسلفية لا” تونس- وكالات: تظاهر آلاف التونسيين يوم السبت بشوارع العاصمة تونس للتحذير من تراجع الحريات الجديدة في البلاد بعد عام من اندلاع الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي ومكنت حركة النهضة الإسلامية من الوصول إلى سدة الحكم بعد أول انتخابات ديمقراطية في البلاد. وتأتي المسيرة وسط موجة انتقادات تقودها المعارضة العلمانية ضد الحكومة بدعوى إخفاقها في معالجة عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسعي للتضييق على الحريات بعد أسابيع قليلة من تسلمها مقاليد الحكم. وتجمع حوالي خمسة آلاف متظاهر في مسيرة تهدف للمطالبة بحماية الحريات التي قالوا إنها مهددة بدعوة من أحزاب يسارية ومنظمات المجتمع المدني. ودعت المعارضة للمسيرة بعد تعرض صحفيين وحقوقيين لاعمال عنف من قبل أفراد من جماعات سلفية الأسبوع الماضي وبعد مثول مدير عام تلفزيون نسمة المحلي أمام القضاء بتهمة الإساءة للشعائر الدينية بعد بث فيلم ايراني يصور الذات الإلهية. ورفع المتظاهرون -الذي تجمعوا أمام ساحة حقوق الإنسان بالعاصمة قبل أن يجوبوا شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة- لافتات كتب عليها “السيطرة على الإعلام عودة للظلام” و “لا خوف لا رعب .. السلطة ملك الشعب” و “خبز وماء والتطرف لا..خبز ماء والسلفية لا”. ولم يخف المتظاهرون غضبهم من الحكومة وردد مئات منهم شعارات مناهضة للحكومة ولحركة النهضة الاسلامية ورددوا شعار “الشعب يريد إسقاط الحكومة”. وانتقد المتظاهرون ما قالوا إنه سعي الحكومة التي تقودها حركة النهضة مع حليفين علمانيين هما المؤتمر والتكتل إلى السيطرة على قطاع الإعلام الحكومي مثل التلفزيون الحكومي بعد تعيينات جديدة أعلنتها الحكومة قبل أسبوعين وطالت حتى رؤساء تحرير نشرات الأخبار. لكن الحكومة قالت إنها لاتسعى لتكميم حرية التعبير ولا السيطرة على الإعلام وأن التعيينات مؤقتة حتى إجراء انتخابات داخل المؤسسات الإعلامية الحكومية. وقالت المحامية سعيدة قراش بينما كانت ترفع علم تونس وسط حشود المتظاهرين “نحن هنا لنقول إن الناشطين والمنظمات والأحزاب بالمرصاد لحماية الحريات من التراجع وسط ما نشاهده من خطاب سلفي متشنج وتعدي على حرية الإعلام والمعتقد والتفكير”. واتهمت قراش حركة النهضة بالتواطؤ والتغاضي على الخطاب المتشدد والعنف بدعوى الدين. وكان الصادق شورو عضو المجلس التأسيسي عن حركة النهضة وسجين سابق قد استشهد بآية قرأنية في المجلس تدعو إلى قتل الخارجين عن القانون في إشارة للمعتصمين الذين يعطلون اقتصاد البلاد. وأثار تدخله جدلا واسعا في المجلس وضمن الأوساط الحقوقية ووصفت الدعوة بأنها تحريض على القتل والفتنة بين أبناء الشعب الواحد رغم سعي أعضاء من النهضة التقليل من حدة التصريح. من جهته قال حمادي الرديسي وهو أستاذ بالجامعة وناشط حقوقي تعرض للعنف الأسبوع الماضي على يد شاب من التيار السلفي “نحن هنا لنطلق صيحة فزع ضد تيار جارف من التشدد في الخطاب المتشدد وعدم قبول الرأي المخالف والعنف”. وشاركت نقابة الصحفيين التونسيين في المسيرة ورفعت شعارات تنادي بعدم الوصاية على الإعلام والتمسك باستقلالية القطاع الذي عاني لعقود من هيمنه النظام عليه. وتعهد حمادي الجبالي رئيس الوزراء بحماية كل الحريات بما فيها حرية التعبير والاحتجاج واحترام حقوق الإنسان لكنه طالب المعارضة باحترام خيار الشعب الذي جسده في الانتخابات الماضية. ورفعت متظاهرات لافتات كتب عليها “حرية المرأة خط أحمر” و “نعم للتفكير .. لا للتكفير”.