تونس: - اخيرا قالها احد الرؤساء العرب .. لا رئاسة مدى الحياة .. فقد اعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس العام 2014 مؤكدا ان 'لا رئاسة مدى الحياة' وانه سيحترم سن الترشح للرئاسة التي يحددها الدستور التونسي. وعود بالحرية الكاملة جريدة القدس العربي التى تصدر فى لندن ألقت الضوء على هذا الموضوع فى عددها الصادر اليوم وذكرت ان بن علي تعهد في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي، هي الثالثة له منذ اندلاع الإحتجاجات الشعبية منذ نحو ثلاثة أسابيع باعطاء 'الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله والانترنت' في تونس، مؤكدا ان 'العديد من الأمور لم تسر' كما ارادها وخصوصا 'في مجالي الديموقراطية والاعلام'. وأعلن الرئيس وقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وعن تخفيض أسعار المواد الاساسية، وبمزيد توسيع المشاركة السياسية أمام جميع مكونات المجتمع المدني. ودعا في المقابل إلى تكاتف جهود الجميع لتهدئة الأوضاع بما فيه مصلحة البلاد، علما أن تونس تشهد مواجهات وصدامات عنيفة سقط خلالها العشرات من القتلى في سابقة هي الأولى في تاريخها منذ وصول بن علي إلى الحكم في العام 1987. وقال الرئيس التونسي في خطابه إن الوضع يفرض تغييرا عميقا وشاملا. وأضاف 'أنا فهمتكم وفهمت المجتمع' متابعا 'التغيير ليس من عادات التونسي المتحضر المتسامح'. وواصل الرئيس بقوله 'العنف ليس من سلوكنا'. وتابع 'سيكون التغيير استجابة لمطالبكم التي تفاعلت معها وتألمت معها أشد الألم. حزني وألمي لأني قضيت 50'سنة من عمري في خدمة بلدي'. وقال إنه اعطى تعليماته لوزير الداخلية بعدم استخدام الرصاص الحي لأنه ليس له مبرر وغير مقبول. مشيرا إلى أنه كلف الحكومة بتخفيض أسعار السلع الأساسية ومنها السكر والخبز والحليب. وأضاف أنه سيحاسب من حجب عنه الحقائق، ومن نقل إليه معلومات مضللة قائلا 'لقد ضللوني'. وأعلن بن علي عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بنزاهة في الفساد. وكذلك تشكيل لجنة وطنية مستقلة للنظر في مراجعة المجالات الانتخابية والصحافة واقتراح التوصيات اللازمة حتى 2014 بما في ذلك فصل الانتخابات التشريعية عن الرئاسية. وبدأ الرئيس بإقالة عدد من مستشاريه وكان اولهم مستشاره السياسي عبد الوهاب عبدالله المعروف بتشدده ضد الاعلاميين، وضد حرية التعبير. ردود افعال مختلفة وقوبل خطاب بن علي بردود فعل مختلفة ففي حين رحب زعيم المعارضة التونسية نجيب الشابي بتعهد بن علي بعدم السعي لفترة رئاسية جديدة، قال آخرون ان وعود الرئيس لا ترقى الى مستوى الاحداث، وان الوعود بهذه الاصلاحات جاءت متأخرة، وطالبت الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين بتنحي الرئيس، كما قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية لقناة 'الجزيرة' 'كنت اتوقع ان يعلن استقالته، ان يحل البرلمان، ان يصدر عفوا عاما، لكن ما حصلنا عليه جملة من الوعود لا نثق بها'. وطالب العديد من الفعاليات بضمانات لتطبيق الوعود التي قدمها الرئيس. حالة من الترقب ويقول بعض المحللين ان الحكومة التونسية ستتمكن على الأرجح من احتواء الاضطرابات، لكن بن علي يمكن أن يجد نفسه على المدى الابعد وقد ضعفت قوته بينما قويت شوكة معارضيه. وتراقب الدول العربية عن كثب الاحتجاجات في تونس خشية امتداد الاضطرابات الاجتماعية إليها، لاسيما بعد ارتفاع أسعار الغذاء العالمية. ومن العناوين الاخرى فى عدد اليوم من جريدة القدس العربى : الحكومة الجزائرية ترفض تنظيم مسيرة احتجاجية على الأحداث الأخيرة في العاصمة خوفا من الإرهاب حكم نهائي بالسجن عشر سنوات على امير سعودي بتهمة تهريب المخدرات القذافي يعزو مظاهرات الشعوب ضد حكوماتها إلى عدم ممارسة الحكم بنفسها