أنهت حركة فتح أمس الأحد، مؤتمرها السابع الذي أثار جدلا واسعا في المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام خلال الفترة الماضية، حيث انتهت الحركة من انتخاب أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، اللذين يعتبران عصب الحركة، بعد أن انتهت من تجديد الثقة في الرئيس محمود عباس، بانتخابه قائدًا عامًا لها. انتخابات فتح.. منافسة حادة يحسمها البرغوثي صوتت حركة فتح، أمس الأحد، في مؤتمرها السابع المنعقد منذ خمسة أيام في رام الله بالضفة الغربية، بأغلبية ساحقة لصالح القيادي المعتقل مدى الحياة في سجون الاحتلال، مروان البرغوثي، للمرة الثانية على التوالي، لرئاسة اللجنة المركزية، حاصدا أعلى الأصوات؛ حيث حصل على 930 صوتًا من أصل 1300، وبفارق 100 صوت عن اللواء جبريل الرجوب، الذي جاء في المرتبة الثانية، بالإضافة إلى انتخاب 17 عضوًا فيها، ويصبح الرجوب المرشح المتصدر لمنصب أمين سر اللجنة المركزية، ليكون الرجل الثاني في الحركة والوريث المحتمل لأبو مازن. وشهدت انتخابات اللجنة المركزية منافسة حادة بين القياديين، جبريل الرجوب، وتوفيق الطيراوي، اللذين شكلا قائمتين حصلتا على أعلى نسبة أصوات في اللجنة بجانب المجلس الثوري، وبلغت نسبة التصويت في انتخابات أعضاء المركزية والثوري 95%، حيث بدأ أعضاء الحركة، السبت الماضي، انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وسط تنافس ما يقرب من 500 عضو على 97 مقعدًا في الهيئتين، وحينها وافق المؤتمر العام للحركة على اقتراح تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإبقاء 3 من القادة المؤسسين للحركة أعضاء شرف دائمين في اللجنة المركزية، وهم فاروق القدومي، وسليم الزعنون، وأبو ماهر غنيم. وشملت قائمة المرشحين للجنة المركزية، البالغة 64 مرشحًا، لانتخاب 18 عضوًا، عددًا كبيرًا من القيادات الموجودين فيها منذ 2009، حيث نال عضوية المركزية، مروان البرغوثي، جبريل الرجوب، محمد إشتيه، حسين الشيخ، محمود العالول، توفيق الطيراوي، صائب عريقات، إسماعيل جبر، جمال محيسن، ناصر القدوة، أحمد حلس، محمد المدني، صبري صيدم، سمير الرفاعي، عزام الأحمد، عباس زكي، روحي فتوح، دلال سلامة، وكان نبيل شعث، والطيب عبد الرحيم، وسلطان أبو العينين، من أبرز الخاسرين في الانتخابات، فيما ترشح 436 عضوًا من أعضاء المؤتمر العام للحركة إلى المجلس الثوري، لانتخاب 80 منهم للمجلس الذي يعد بمثابة البرلمان للحركة. كان لافتًا خلال الانتخابات أيضًا خسارة غزة نصف عدد الأعضاء الذين كانوا يمثلون فتحاويي القطاع في السنوات الماضية، فرغم وجود 350 عضوًا في المؤتمر السابع لتمثيل قطاع غزة، إلا أن عدد الأعضاء الغزاويين انخفض إلى سبعة فقط بعد أن كانت حصة غزة المعتادة من أعضاء المجلس الثوري تفوق عشرين فتحاويًا، الأمر الذي أعده فتحاويو غزة انتكاسة. من هو البرغوثي؟ يعتبر القيادي الفتحاوي، مروان البرغوثي، واحدًا من أبرز رموز المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث يحظى بدعم شعبي كبير على خلفية كونه أسيرًا في سجون الاحتلال منذ عام 2002، ووجهت إليه تهمة قيادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000، وقيادة فصائل مقاومة واستهداف مواقع للاحتلال، وحكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات إضافة إلى 40 سنة، وقاد صولات وجولات مع الاحتلال الإسرائيلي على أراضي غزة، حتى أنه يُعرف في فلسطين ب"مانديلا فلسطين"، كما أنه المرشح الفلسطيني لنيل جائزة نوبل للسلام، بعدما سلم، "أدولفو بيريز إسكيفيل"، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1980، نسخة من ترشيحه للبرغوثي إلى السفير الفلسطيني في الأرجنتين، للحصول على جائزة نوبل للسلام. مقتل عرفات.. ورقة عباس لإزاحة دحلان وشهدت الانتخابات عملية إقصاء مقصودة لأنصار القيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان، والمقربين منه، فلم يعد لهم أي وجود في اللجنة المركزية حتى الذين كانوا مرشحين على قائمته الانتخابية خلال انتخابات اللجنة نفسها في مؤتمر فتح السادس عام 2009، مثل القيادي سلطان أبو العينين، الذي كان ضمن مرشحي اللجنة المركزية، خسر مقعده، الأمر الذي سيشكل حالة من الهدوء والاستقرار للرئيس أبو مازن. يبدو أن الرئيس عباس، لن يكتفي بإزاحة دحلان والمُقربين منه من حركة فتح فقط، بل يسعى إلى إزاحته من الساحة الفلسطينية عامة؛ من خلال توريطه في قضية من شأنها إنهاء مسيرته السياسية، حيث صرح أبو مازن في الذكرى ال12 لاغتيال ياسر عرفات، التي أحياها الفلسطينيون قبل أسابيع، بأن الرئيس الراحل اغتيل مسمومًا، وأنه يعلم من يقف وراء تسميمه، وسيكشف عنه خلال المؤتمر السابع لحركة فتح الذي اختتم أعماله السبت الماضي. أفادت القناة العبرية العاشرة، مساء أمس الأحد، بأن مستندًا من لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن وفاة الرئيس السابق ياسر عرفات، يتهم دحلان بالتورط في اغتيال عرفات، عبر إدخاله أدوية مسممة مع وفد أجنبي جاء لزيارة عرفات أثناء تلقيه العلاج في مستشفى قرب العاصمة الفرنسية باريس، إذ إن عناصر دحلان الذين رافقوا الوفد اعترفوا بذلك.