«مرسال» بمثابة تأمين صحي لغير القادرين نتعاون مع المؤسسات الطبية الحكومية والخاصة لمساعدة المرضى نقص الأدوية وارتفاع أسعارها والروتين الحكومي.. أبرز التحديات الأورام والروموتيد والزئبة الحمراء.. أكثر الحالات ترددًا حوار: هاجر حمزة يظل الحق في الصحة جزءا أصيلا من الحياة بكرامة، ولأن التأمين الصحي لا يغطي سوى أعداد قليلة من المصريين، تبقى هناك حاجة ضرورية لجسر آمن يعبر من خلاله الفقراء نحو العلاج، وهذا ما تحاول هبة راشد، تنفيذه؛ من خلال مركز «مرسال» الذي أول مؤسسة خيرية لعلاج جميع حالات المرضى بالمجان، ليصبح نقطة مضيئة في ظل عتمة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر. هبة راشد بدأت عملها بالمجتمع الأهلي والخيرى منذ أكثر من 10 سنوات، وتطوعت في العديد من الجمعيات والمبادرات الخاصة، سواء رعاية الأيتام أو المسنين، بالإضافة إلى إعداد الشنط الرمضانية، وتجهيز العرائس، لكنها انخرطت مؤخرا في مجال علاج المرضى، واعتبرت أن صحة المواطن، أكبر تحدٍ يواجه مصر، خاصة أن تكاليف المرض لا يستطيع الفقراء تحملها، لتفكر في تدشين «مرسال» من أجل تخفيف الأعباء على المرضى.. من جانبها، التقت «البديل» براشد للتعرف على مشروعها عن قرب، وإلى نص الحوار.. حدثينا عن رسالة مؤسسة مرسال؟ قررت تدشين "مرسال" كأول مؤسسة ومبادرة خيرية لتقديم الخدمة الصحية بالمجان للمرضى، بدأت منذ 2014، وتقدم العلاج الشامل للمرضى؛ بدءا من الكشف المجاني، مرورا بالأشعة والتحاليل والأدوية حتى إجراء الجراحات المختلفة، فالمؤسسة بمثابة تأمين صحي لغير القادرين في مصر، وكأن "مرسال" تكمل الفجوة الموجودة في أزمة علاج المواطنين. كم عدد الحالات التي استقبلتها المؤسسة حتى اليوم؟ منذ تأسيس "مرسال" عام 2014، تم علاج ألفي مريض؛ بمعدل ألف حالة سنويا، ونستقبل المرضى على مستوى الجمهورية وليس محافظة القاهرة فقط، وللمؤسسة فرعان في العاصمة، كما افتتحت مؤخرا مركز أورام خيريا. أي نوع من العلاج تقدمه "مرسال"؟ حسب حاجة كل مريض؛ لو العلاج أو الجراحة متاحة في مستشفي حكومى، نتعاون مع المستشفيات الجامعية، مثل أسوان الجامعى وقصر العيني، ولو المريض يحتاج علاجا من نوع مختلف، نذهب به إلى مستشفى خاص بالتأكيد، وبالفعل، تعمل المؤسسة على توسيع قاعدة الأماكن الطبية التي نتعاون معها، سواء مراكز أشعة أو تحاليل وغيرها، من أجل تقديم الخدمة الصحية بأسعار مخفضة للمؤسسة، ومن ثم نتمكن من توصيلها للمواطن بالمجان. ما الذي يضمن بقاء المؤسسة في تقديم خدمتها؟ في الحقيقة، كل المؤسسات الخيرية تقوم على التبرعات. ما أبرز التحديات التى تواجه المؤسسة؟ عموما، مجال الصحة والعلاج في مصر يمثل تحديا كبيرا، في ظل جنون الدولار، حيث ارتفعت أسعار الأدوية بشكل هيستيري، فضلا عن نقصانها بالسوق، و"مرسال" تبحث عن الأدوية لمئات الحالات، وتقف المؤسسة بين مطرقة ارتفاع أسعار الأدوية وسندان الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها المواطنون، ما أدت إلى انخفاض تبرعاتهم، ومن أبرز التحديات أيضا، التعقيدات الروتينية التي تواجه المرضى أصحاب العلاج على نفقة الدولة، فاعتماد الأوراق قد يحدث بعد وفاة المريض. كيف يصل المرضى إلى "مرسال"؟ عن طريق صفحتي على الفيس بوك أو الكول سنتر الخاص بالمؤسسة، الذى يستقبل حالات المرضى واتصالاتهم، أو عن طريق المستشفيات الحكومية والأطباء الذي نتعاون معهم، فبعضهم يرسل حالات المرضى للمؤسسة عندما تعلم عدم مقدرتهم على تحمل التكلفة الاقتصادية للعلاج. كيف تتأكدون من عدم مقدرة المرضى وأن زائري "مرسال" هم الفئة المستهدفة؟ نريد تحقيق أكبر قدر من الإفادة لغير القادرين، والمؤسسة لديها قسم كامل لبحث الحالات، مهمته الانتقال للحالة في المنزل والكشف عن جميع أوراقها ومستواها المادي والاجتماعي، ومراجعة مفردات المرتب أو المعاش للمريض، وبعد استيفاء كل المعلومات، تعرض لجنة مصغرة على المؤسسة نتائج البحث، ثم تقرر اللجنة بالأغلبية إذا كانت المؤسسة سوف تساعد الحالة أم لا. ما أكثر الحالات المرضية إلحاحا التي تستقبلها المؤسسة؟ الجزء الأكبر من الحالات يعانى من أمراض مزمنة، لكن الأصعب، أنها غير محمية بالتأمين أو العلاج على نفقة الدولة، ومن ثم تواجه مشكلة أخرى تكمن في رفض الجمعيات الكبيرة استقبالها، مثل حالات الأورام المتأخرة والروموتيد والزئبة الحمراء، ذات تكلفة العلاج المرتفعة، لكن مرسال ترفض هذا المنهج، فليس معنى أن حالة المريض متأخرة أن يستسلم للموت، فنحن نرعاه ونحاول توفير العلاج له قدر المستطاع. هناك قانون للتأمين الصحى يعكف البرلمان على دارسته لإقراره.. ما أهم البنود التي يتضمنها؟ أهم بند، توسيع سقف التغطية ليشمل قطاعات كبيرة من المصريين الذين لا ينعمون بأي حماية صحية مدعمة، فمثلا مرض التهاب الأعصاب المتنافر، يوجد به علاج على نفقة الدولة، لكن كلما زادت صعوبة الحالات في مراحل متأخرة، ترفض الدولة سداد قيمة علاجها، وترفضها أيضا المؤسسات الخيرية، ومن ثم لا مصير لهؤلاء المرضى سوى الموت. ما مدى التعاون بين مؤسستك ووزاة الصحة؟ التعاون بيننا جيد، والمؤسسة وفرت لأكثر من مستشفي جامعى تبرعات خاصة بعض الأجهزة الطبية مرتفعة الثمن مثل معهد الأورام، والدمرداش، ومستشفي أسوان الجامعي، والقصر العيني، ونرسل لهم الحالات المرضية ويقدمون لهم الخدمات بأسعار مناسبة.