أفادت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ أن الحكومة البرازيلية تعلق حاليا الآمال في تطوير صناعة اللقاحات المضادة لجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" محلية الصنع، من أجل تعزيز جهودها في تلقيح سكانها لاسيما بعدما تخلفت كثيرا عن دول أمريكا اللاتينية في سباق اللقاحات، وتسجيل معدلات مرتفعة في الآونة الأخيرة من الإصابات والوفيات. وقالت الصحيفة - في مستهل تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن - إن العلماء في البرازيل يأملون، بينما اشتدت وطأة كارثة كوفيد-19 في بلدهم، بأن توفر اللقاحات المحلية سلاحًا حاسمًا ضد الوباء. وأشارت إلى أن حفنة من اللقاحات المطورة محليًا قٌدمت أمام المنظمين الصحيين مع طلبات لبدء التجارب السريرية في أكبر دولة في أمريكا اللاتينية تجاوز فيها عدد الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي 400 ألف حالة. وأضافت: أن البرازيل تتأخر في السباق الدولي لتطوير لقاحات كوفيد-19، غير أن مؤيدي مشاريع التصنيع المحلية يقولون بإن يمكنهم أن يعززوا الاكتفاء الذاتي للبلاد من اللقاحات بنحو قد ينتج عنه فائض للتصدير. بدوره، قال ريكاردو بالاسيوس، مدير الأبحاث الطبية السريرية في معهد بوتانتان في مدينة "ساو باولو" البرازيلة:" واجبنا هو توفير اللقاحات ليس للبرازيل فحسب، بل للمنطقة برمتها". وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مركز الأبحاث الطبية الحيوية في البرازيل بدأ الأسبوع الماضي في إنتاج واحد من أكثر اللقاحات المرشحة استنادًا إلى تقنية لقاح الأنفلونزا الحالية والتي توصف بأنها منخفضة التكلفة، يستخدم لقاح ButanVac كناقل فيروس معدل وراثيًا يسبب مرض نيوكاسل، والذي يصيب الطيور ولكن ليس البشر. وتحتوي مواد اللقاح على بروتين سبايك الموجود بفيروس كورونا، والذي يحفز الاستجابة المناعية لدى المُلقحين به، وتزرع المادة داخل بيض الدجاج ثم يتم استخلاصها وإبطال مفعولها. ويعمل معهد "بوتانتان" على دمج المعرفة بالمتغيرات الجديدة لفيروس كورونا، والتي تشمل سلالة P.1 الأكثر عدوى التي اجتاحت البرازيل.. ويتوقع المعهد أن يكون لديه 18 مليون جرعة جاهزة بحلول منتصف يونيو، مع احتمال طرح 100 مليون قبل نهاية العام، وهو طموح بالنظر إلى أن الجداول الأخرى لتسليم اللقاحات في البرازيل واجهت عدة نكسات.