منذ ما يقرب من شهر بدأت قناة دريم الفضائية في إذاعة برنامج المعجزة الكبري الذي يقدمه المذيع علاء بسيوني، ويستضيف فيه ضيفاً واحداً يضع البرنامج تعريفاً له باسم المهندس عدنان الرفاعي كاتب ومفكر إسلامي، وتتناول حلقات البرنامج الذي يذاع يومياً من الأحد إلي الخميس أموراً غاية في الأهمية والخطورة. فالضيف السوري تعرض للكثير من الأحاديث النبوية التي وردت في الكتب الصحاح ومنها 'صحيح مسلم وصحيح البخاري'، وشكك في صحتها مؤكداً أنها تتعارض مع آيات القرآن الكريم، وقد ساق عدداً من الحجج والبراهين التي تؤكد وجهة نظره وشكك في أمور كثيرة يعتبرها الناس من الثوابت المتعارف عليها فأشار إلي خطأ الاعتقاد بأن كل من قال 'لا إله إلا الله محمد رسول الله' سيدخل الجنة بعد أن يتشفع له الرسول - صلي الله عليه وسلم - مشيراً إلي أن آيات القرآن تؤكد أن من يدخل النار سيبقي خالداً فيها ومن يدخل الجنة سيبقي خالداً فيها، كما أنكر شفاعة النبي - صلي الله عليه وسلم - لأمته بالمفهوم المتعارف عليه، وشكك في الأحاديث التي وردت عن هذه الشفاعة، مشيراً إلي أن المسلمين بهذه المفاهيم والأحاديث يكررون أخطاء اليهود والنصاري وأن مفهوم الشفاعة الشائع يجعل الناس ترتكن وترتكب الذنوب والكبائر اعتماداً علي شفاعة النبي، صلي الله عليه وسلم. المهندس السوري تعرض أيضاً للأحاديث التي تحدثت عن ظهور المسيخ الدجال وأكد أنها روايات موضوعة لا تتفق مع القرآن الكريم حتي وإن وردت في صحيحي مسلم والبخاري، وأكد أيضاً أن الأموات لا يسمعون ولا يشعرون، كما أشارت بعض الأحاديث وأنه ليس هناك ما يسمي بعذاب القبر، مؤكداً أن الأحاديث تم جمعها بعد ثلاثة قرون من وفاة النبي - صلي الله عليه وسلم - وهو ما يؤكد عدم دقة الكثير منها، وأنها رويت بالمعني وليس باللفظ، ولذلك فالكثير منها يتعارض مع ما ورد في القرآن الكريم - علي حد قول المهندس عدنان - كما أنه تعرض لمفهوم ملك اليمين وفسره مرة علي أنه الزوجة غير المسلمة ومرة بأنهم من لا يخشي منهم جنسيا كما فجر تفسيرا حول آية الطلاق يؤكد أن المرأة إذا طلقت لا يراجعها زوجها إلا بعد انقضاء ثلاثة أشهر تبقي خلالها في منزلها وهو ما يخالف مفهوم الطلاق المتعارف عليه منذ 41 قرنا. ومازالت حلقات البرنامج التالية تحمل الكثير من المفاجآت التي يعلن عنها مذيع البرنامج علاء بسيوني في كل حلقة، كما أن المهندس السوري يدلي بدلوه خلال هذه الحلقات في علوم التفسير واللغة والفلك والطبيعة وغيرها، كما أن اسم البرنامج 'المعجزة الكبري' يتطابق مع اسم أحد الكتب التي ألفها المهندس عدنان الرفاعي ويناقش نفس القضايا التي يطرحها البرنامج ليؤكد أن الكثير من آيات القرآن تم تفسيرها بصورة خاطئة.. ما طرحه المهندس عدنان وبرنامج المعجزة الكبري أثار جدلاً واسعاً علي المنتديات والمواقع الالكترونية بين مؤيد ومعارض بل وبالغ البعض ليلقي بالاتهامات علي كل من علاء بسيوني وضيفه ويتهم الضيف بأنه من القرآنيين الذين ينكرون السنة، كما قامت بعض المواقع المعادية للإسلام باستغلال ما طرحه البرنامج وضيفه في الهجوم علي الإسلام ونبيه محمد - صلي الله عليه وسلم - والتأكيد أنه لم يأت بأي معجزة، ورغم أننا لا نشكك في النوايا، كما أننا نؤمن بضرورة مراجعة هذه القضايا ولكن من جانب المتخصصين والعلماء ليقولوا فيها القول الفصل إلا أننا لا نتفق مع الطريقة التي طرح بها البرنامج هذه القضايا التي كان ولابد من أن يعرض فيها الرأي والرأي الآخر. ولا نعرف لماذا لم يدع البرنامج علماء الدين المتخصصين في الحديث والتفسير والفقه لمناقشة هذه الأفكار؟ لذلك اتصلنا بمقدم البرنامج المذيع علاء بسيوني الذي أكد أنه لاقي هجوماً كبيراً بسبب البرنامج الذي جذب المشاهدين بصورة كبيرة، كما أن الكثيرين أيضاً أيدوه لأنه ألقي حجراً في المياه الراكدة لمناقشة هذه القضايا والاشكاليات التي يستخدمها أعداء الإسلام للتشكيك فيه وأن هذه القضايا والأفكار التي يطرحها المهندس عدنان ستذاع علي مدار ثلاثين حلقة يطرح فيها كل أفكاره مفجراً عدة تساؤلات يخاطب فيها العقل والمنطق، وبعدها ستبدأ مرحلة ثانية للبرنامج بين المهندس عدنان والمتخصصين لمناقشته في هذه الأفكار مؤكداً أن هدف البرنامج هو طرح قضية مراجعة الأحاديث التي تتعارض مع آيات القرآن للنقاش والدعوة إلي مؤتمر عام يجمع المتخصصين لمناقشة هذه القضايا وفتح باب الاجتهاد فيها وأن هدفه وهدف البرنامج هو خدمة الإسلام، وعندما أشرنا إلي أن من يطرح هذه القضايا الخطيرة شخص غير متخصص، أجاب مقدم البرنامج بأن ضيفه مفكر ولديه مؤلفات عديدة وأن المفتي نفسه خريج كلية تجارة، مؤكداً أنه لا علاقة بين اسم البرنامج وبين كتاب 'المعجزة الكبري' الذي ألفه ضيف البرنامج لأن هناك أكثر من كتاب يحمل نفس الاسم. ورغم إجابات علاء بسيوني إلا أنها لم تكن مقنعة فكيف نترك الرجل ليقول ما يشاء علي مدار ثلاثين حلقة دون مناقشة أو رد لنترك الناس في حيرة من أمرهم وتزيد البلبلة والتشكيك؟! ولماذا لم يطرح البرنامج الفكرة ثم يأتي بمن يرد عليها ويناقشها من المتخصصين في نفس الحلقة أو في حلقة تالية حتي لا ندع الناس أمام وجهة نظر واحدة؟!ولماذا تترك القناة كل هذه الفترة الممتدة إلي الثلاثين حلقة تاركة هذه المساحة للمهندس المفكر يتحدث وحده في قضايا دينية في غاية الأهمية والخطورة؟! وهل فقدنا العلماء والفقهاء والمتخصصين القادرين علي مناقشتها والرد عليها بالنفي أو الإثبات؟!.. إننا وإن كنا نتفق علي أننا بحاجة لمناقشة هذه القضايا إلا أننا نختلف مع منهج البرنامج في مناقشتها وطرحها بهذه الصورة.