أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إصرار بعض الأطراف علي إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس ودون مراعاة لأهمية الحفاظ علي سلامة واستدامة الموارد المائية، ودون تقدير للتحدي العالمي المشترك الذي يمثله تغير المناخ وتداعياته. جاء ذلك في كلمة للرئيس السيسي، اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته عبر الفيديو كونفرانس في الاجتماع رفيع المستوي الذي نظمه بنك التنمية الإفريقي بالتعاون مع المركز العالمي للتكيف تحت عنوان "حوار القادة حول التداعيات الطارئة لجائحة كورونا وتغير المناخ في إفريقيا" بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة. وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي: "بسم الله الرحمن الرحيم سعادة السيد بان كي مون، السيد إيكونومي اديسينا، أصحاب الفخامة، السيدات والسادة.. يسعدني أن أشارككم اليوم هذا الاجتماع المهم، حيث يعد تغير المناخ أحد التحديات الوجودية التي يتعين علي قارتنا الإفريقية مواجهتها، وتتكبد باستمرار خسائر هائلة نتيجة للأحداث المناخية القاسية الناجمة عن تغير المناخ، خاصة ما يتعلق بتفاقم أزمات الشح المائي ببعض دولها ومن ضمنها مصر، علي نحو بات يهدد مستقبل شعوبنا ويؤثر علي أمنها وسلامتها، لا سيما في ظل إصرار بعض الأطراف علي إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس ودون مراعاة لأهمية الحفاظ علي سلامة واستدامة الموارد المائية الدولية، ودون تقدير للتحدي العالمي المشترك الذي يمثله تغير المناخ وتداعياته. "تؤكد مصر دعمها لنداء سكرتير عام الأممالمتحدة بضرورة توجيه الدول المتقدمة ل50% من تمويل المناخ الذي تقدمه إلي الدول النامية، لصالح التكيف وبناء القدرة علي تحمل الآثار السلبية لتغير المناخ". "كما أؤكد التزام مصر القوي والممتد إزاء جهود التكيف مع تغير المناخ، فداخليا نعكف حاليا علي بلورة استراتيجية وطنية متكاملة حول تغيير المناخ يمثل التكيف فيها محورا رئيسيا. وإقليميا أطلقت مصر المبادرة الإفريقية للتكيف في عام 2015 وجاري تفعيلها وبحث استضافة مقرها في مصر، أما دوليا فترأس مع المملكة المتحدة تحالفا طموحا للتكيف تعود جذوره إلي قمة سكرتير عام الأممالمتحدة للمناخ لعام 2019، كما ندعم الجهود الدولية الرامية لتحديث ورفع المساهمات المحددة وطنيا تحت اتفاق باريس خاصة من الدول المتقدمة". وفي الختام أود الإشارة إلي تقدم مصر بعرض رسمي لاستضافة الدورة ال27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغيير المناخ والتي نسعي لجعلها علامة فارقة علي طريق دفع موضوعات التكييف لتصدر الأجندة الدولية لتغير المناخ ونتطلع لدعم أشقائنا في القارة الإفريقية في هذا الصدد ونتعهد بالعمل الدؤوب والمخلص لتصب نتائجها في مصلحة القارة وكافة أبنائها، كما نتطلع إلي العمل المشترك مع الرئاسة البريطانية القادمة لمؤتمر الأطراف وصولا إلي خروج الدورة ال26 المؤتمر بنتائج فعالة تصب في تعزيز جهود التكيف علي كافة المستويات.