حث مسؤولو الأممالمتحدة، في مجالات الإغاثة والتنمية وشؤون اللاجئين، المانحين الدوليين علي تعزيز دعمهم لملايين الأشخاص في سوريا والمنطقة، ممن يعتمدون علي المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة ودعم سبل كسب العيش بعد عشر سنوات من الحرب، وذلك تزامنا مع مؤتمر بروكسل الخامس حول سوريا، وأشار بيان أممي مشترك إلي الآثار التي خلفتها جائحة كوفيد-19 علي المدنيين في سوريا الذين يواجهون زيادة في الفقر والجوع مع استمرار النزوح والهجمات. وبحسب الأممالمتحدة، ما زال السوريون يواجهون أكبر أزمة لجوء في العالم.. وتستضيف الدول المجاورة 4 من بين كل 5 لاجئين سوريين، في الوقت الذي تحاول فيه هذه الدول معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة أمام مواطنيها. وأشارت التقارير الأممية إلي احتياج نحو 24 مليون شخص في سوريا والمنطقة إلي مساعدة إنسانية أو شكل آخر من المساعدات، بزيادة أكثر من 4 ملايين مقارنة بعام 2020، ويعد هذا الرقم الأعلي منذ بدء الصراع قبل 10 سنوات. ووفقاً للمسؤولين الدوليين، فإن التمويل المستدام من المانحين لخطط الاستجابة الإنسانية التي تنفذها الأممالمتحدة، سيُوفر الأموال الضرورية لخدمات الغذاء والماء والصرف الصحي والصحة والتعليم وتطعيم الأطفال والمأوي لملايين الأشخاص الذين يعيشون علي حافة الانهيار في سوريا. وجاء في البيان الذي أصدره كل من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، ورئيس برنامج الأممالمتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، إن التمويل الإنساني سيوفر أيضا المساعدات النقدية وفرص العمل والتدريب وغير ذلك من الخدمات، إلي جانب الأنظمة الوطنية للملايين في بعض الدول العربية. وذكر البيان الأممي أن الدعم الكامل للسوريين والمجتمعات المضيفة للاجئين المحتاجين، يتطلب توفير أكثر من 10 مليارات دولار خلال العام الحالي، يشمل ذلك 4.2 مليار دولار علي الأقل لخطة الاستجابة الإنسانية داخل سوريا، و5.6 مليار لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة. وفي هذا السياق، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية:"مرت عشر سنوات من اليأس والكوارث علي السوريين.. الآن يؤدي تدهور الظروف المعيشية والتراجع الاقتصادي وكوفيد-19، إلي مزيد من الجوع وسوء التغذية والأمراض.. هدأ القتال ولكن لا توجد عوائد للسلام.. يحتاج مزيد من الناس إلي مزيد من المساعدات أكثر من أي وقت مضي خلال الحرب" وأضاف " يتعين أن يعود الأطفال إلي التعليم.. الاستثمار في التعاطف والإنسانية أمر جيد ولكن الحفاظ علي المستوي الأساسي للمعيشة للناس في سوريا، عنصر أساسي للسلام الدائم". ومن جانبه، قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين: "بعد عشر سنوات في المنفي، تتفاقم معاناة اللاجئين بسبب الأثر المدمر للجائحة، وفقدان سبل كسب الرزق والتعليم وزيادة الجوع واليأس.. إن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس علي مر الأعوام، تتعرض للخطر" وأضاف "لا يمكن أن يدير المجتمع الدولي ظهره للاجئين أو مضيفيهم.. اللاجئون ومن يستضيفونهم يجب ألا يحصلوا علي أقل من التزامنا الثابت وتضامننا ودعمنا.. الفشل في ذلك سيكون كارثيا بالنسبة للناس والمنطقة". بدوره، قال رئيس برنامج الأممالمتحدة الإنمائي: "إن الأشهر الاثنا عشر الأخيرة لم يكن لها مثيل بالنسبة للناس بأنحاء العالم.. ولكن بالنسبة للاجئين السوريين ومجتمعاتهم المضيفة في المنطقة، جاءت جائحة كوفيد-19 أثناء أزمة مستمرة منذ عقد من الزمن.. في الوقت الحالي يتعاظم الفقر وانعدام المساواة فيما فقد مئات الآلاف وظائفهم وسبل كسب العيش.. وتعاني الدول المضيفة للاجئين لتوفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والماء" وتابع:" الآن، وأكثر من أي وقت مضي تشتد الحاجة لتقديم الدعم من المجتمع الدولي لتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والتصدي لأزمة التنمية المزمنة التي تواجه المنطقة". يُشار إلي أن المجتمع الدولي كان قد تعهد في مؤتمر العام الماضي في بروكسل ب5.5 مليار دولار لتمويل الاستجابة الإنسانية للأزمة السورية خلال عام 2020.