في إطار إستراتيجية وزارة الداخلية الرامية لتوثيق وتدعيم روابط التعاون الأمني مع الدول العربية الشقيقة، شارك السيد/ محمود توفيق وزير الداخلية في أعمال الإجتماع الوزاري الثامن والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والذي عقد عبر تقنية ( الإتصال المرئي ) بمشاركة السادة وزراء داخلية الدول العربية، ووفود أمنية رفيعة المستوي، وتضمنت المناقشات عدداً من الموضوعات الأمنية ذات الإهتمام المشترك والمدرجة علي جدول الأعمال، بالإضافة لإعتماد التوصيات الصادرة عن المؤتمرات الدورية التي عقدت في نطاق الأمانة العامة للمجلس خلال العام الماضي بمشاركة ممثلين عن أجهزة الشرطة العربية. وخلال الإجتماع ألقي السيد محمود توفيق وزير الداخلية المصري كلمة كان نصها بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الملكي / الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية / الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب معالي السيد / عثمان علي فرهود الغانمي وزير داخلية جمهورية العراق ورئيس الدورة 38 لمجلس وزراء الداخلية العرب أصحاب السمو والمعالي الوزراء معالي السيد / أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية معالي الدكتور / محمد بن علي كومان / أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب السيدات والسادة أعضاء الوفود - يشرفني في مستهل كلمتي.. أن أنقل إليكم تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وتمنياته بأن يضطلع مجلسكم الموقر بإنجاز المهام الكبيرة الملقاة علي عاتقه / داعيا المولي - عز وجل - أن يتمم أعمال هذه الدورة بالتوفيق والنجاح. - يأتي عقد لقائنا السنوي إفتراضيا عبر الإتصال المرئي نتيجة جائحة كورونا / وبقدر تقديرنا للإجتماع بأشقائنا السادة وزراء الداخلية العرب / لتبادل الرؤي تجاه أولوياتنا الأمنية وقواسمنا المشتركة / نسأل المولي عز وجل أن يرفع عن عالمنا هذا الوباء / وأن نلتقي في دورتنا القادمة بحول الله وقوته لنستكمل أعمالنا / سواء علي المستوي المتعدد أو الثنائي. - ولقد فرضت ظروف الجائحة مواجهة الأجهزة الأمنية العربية خلال العام المنقضي.. تحديات مضاعفة / وفي مقدمتها تأمين الأطقم الطبية ومستشفيات العزل للقيام بأعمالها / ومتابعة إلتزام الأفراد والمؤسسات والأماكن العامة والخاصة بالإجراءات الإحترازية والقواعد التنظيمية المتصلة بتوقيتات الأنشطة التجارية والإجتماعية والخدمية المختلفة / فضلا عن تطبيق الإجراءات الوقائية داخل المرافق الشرطية والسجون ومراكز الإحتجاز. أصحاب السمو والمعالي الوزراء.. السيدات والسادة - إدراكا بمتطلبات مواصلة تطوير السياسات الأمنية لمواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية / ومواجهة التحديات والتهديدات التي تستهدف أمن ومقدرات أمتنا العربية / تأتي أهمية إجتماعنا اليوم لتعزيز مجالات التعاون الأمني وخدمة القضايا العربية المشتركة / بما يلبي تطلعاتنا نحو مستقبل تنعم فيه شعوبنا العربية بالمزيد من الأمن والإستقرار والإزدهار. - وعلي الرغم من نجاح الجهود الرامية لتقويض حركة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة العربية / وتشديد الحصار عليها وتقليص قدرتها علي تلقي التمويل وتدبير السلاح / والتحريض علي الإثارة والشغب لتنفيذ مخططاتهم الهدامة / إلا أن الإرهاب ما زال يمثل تحديا رئيسيا محليا وعربيا ودوليا / وسيظل الخطر الأول علي مقدرات الأمم / ينتهك أحد المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وهو الحق في الحياة / وعائقا رئيسيا لتنفيذ خطط التنمية. - وتجسد مساعي العناصر الإرهابية لإعادة تنظيم صفوفها تهديدا مستمرا للأمن العربي / من خلال محاولاتها إيجاد تمركزات جديدة لها بمناطق الشرق الأوسط والقارة الإفريقية / بإتخاذ المسار البحري سبيلا لنقل "المقاتلين الإرهابيين الأجانب" / والإستفادة من التقنيات الحديثة في إستقطاب الشباب عبر شبكة الإنترنت / ومواقع التواصل الإجتماعي وتدريبهم علي إستخدام الأسلحة والمتفجرات / ونشر الشائعات والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها / أو تنفيذ هجمات سيبرانية تستهدف البنية التحتية لأجهزة الدولة. - وفي ذات السياق فإن المحاولات المستمرة لإغراق المنطقة العربية بالمواد المخدرة / تمثل أحد التحديات الرئيسية بإعتبارها تستهدف عقول شعوبنا وهو ما يؤكده تزايد نشاط العصابات الإجرامية في مجال تهريب المخدرات / والتي لجأت لإتخاذ الممرات البحرية والبحر الأحمر /مسارا رئيسيا وإستخدام أساليب تهريب غير نمطية في إخفاء المهربات / وقد نجحت جهود أجهزة وزارة الداخلية المصرية بالتعاون مع نظرائها / في إجهاض تلك المحاولات والحيلولة دون إستهداف البلاد بالمواد المخدرة أو إتخاذها كمحطة للتهريب للدول العربية الشقيقة. أصحاب السمو والمعالي الوزراء.. السيدات والسادة - وإنطلاقا من تلك المعطيات وإستمرارية التهديدات التي تستهدف إستقرار دولنا / يتعين التأكيد علي أهمية التمسك بحق دولنا في حماية سيادتها والدفاع عن شعوبها / بإتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الكفيلة بدحر الإرهاب وفق ثوابت ومقتضيات المواثيق العربية والدولية. - وهنا تتعاظم أهمية مواصلة الجهود المشتركة في مجال تبادل المعلومات / لرصد حركة العناصر الإرهابية والجريمة المنظمة. - وأود أن أعيد التأكيد علي دعم وزارة الداخلية المصرية.. الكامل لكافة الإجراءات التي تتخذها الدول العربية الشقيقة / في مواجهة التهديدات الإرهابية الموجهة لأراضيها / وتضع كافة إمكانياتها اللوجيستية وخبراتها الأمنية في خدمة قضايا أمتنا العربية. أصحاب السمو والمعالي الوزراء.. السيدات والسادة - تمضي مسيرة الأمن المصري محملة بخبرات وظيفية متميزة / لتأمين الجبهة الداخلية / والحفاظ علي أمن وإستقرار الوطن / ومواكبة التطور غير المسبوق / الذي تشهده الدولة علي كافة المستويات / حيث إرتكزت سياستها الأمنية المعاصرة / علي تحقيق مفهوم الأمن الشامل / وتطوير السياسات الوقائية / والحرص علي إتساق كافة الجهود مع إلتزامات مصر الدولية والإقليمية. - وإدراكا بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة.. تتطلب من رجل الأمن مواصلة الإرتقاء بقدراته وتنمية مهاراته لمواكبة المتغيرات / فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية. - وقد إستحدثت في هذا الإطار مركزا للدراسات الأمنية والإستراتيجية / تم تزويده بأحدث الوسائل التكنولوجية لإجراء البحوث المتخصصة ذات الإهتمام المحلي والإقليمي.. وترحب الوزارة بتوظيف إمكانيات المركز لصالح العمل الأمني العربي / والخروج برؤي فاعلة في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة. - كما تم إستحداث المركز المصري للتدريب علي عمليات حفظ السلام / ويعني بتنظيم الدورات التدريبية المتخصصة / للكوادر الوطنية / والعربية والأجنبية وفقا للمعايير الأممية / لتأدية مهامهم في عمليات حفظ السلام / وذلك في إطار تعزيز الجهود المصرية والعربية في هذا المجال. - وترحيب وزارة الداخلية المصرية بإستقبال الكوادر الأمنية العربية بالمركز / وكافة المؤسسات التعليمية والتدريبية التابعة للوزارة / لتبادل الخبرات وتنفيذ تدريبات مشتركة تحاكي الواقع الأمني / بما ينعكس علي تفعيل التعاون العربي المثمر في مواجهة الجرائم / التي تتعدي النطاق المحلي للنطاق الإقليمي. أصحاب السمو والمعالي الوزراء.. السيدات والسادة - في إطار تعزيز التعاون العربي تحت مظلة المجلس الموقر.. تقدمت الوزارة بمبادرة لأمانة المجلس / للتعاون مع المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام بالقاهرة / في مجال تنمية مهارات العاملين بمجال الإعلام الأمني بوزارات الداخلية العربية / من خلال تنظيم دورات تدريبية بمعهد تدريب وبحوث الإعلام الأمني بالوزارة / علي أن تكون أولي تلك الدورات خلال العام الجاري. - وفي ضوء قرار المجلس بدورته المنقضية.. إضافة ملف حقوق الإنسان لإختصاصات المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام بالقاهرة / وحرصا علي تعزيز التعاون المشترك في إجراء البحوث الأمنية / فقد طرحت الوزارة تنظيم مسابقة بحثية في مجال حقوق الإنسان / ويتم حاليا التنسيق مع الأمانة العامة للمجلس حول إجراءاتها. - كما إضطلعت أكاديمية الشرطة المصرية.. بتخصيص (92) منحة لمنتسبي الأجهزة الشرطية العربية للدراسة بكليتي الشرطة والدراسات العليا خلال العام الحالي. أصحاب السمو والمعالي والسعادة.. السيدات والسادة - أود في نهاية كلمتي.. أن أتقدم بأسمي آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية / الرئيس الفخري لمجلسنا الموقر / علي الدعم المتواصل للمجلس والحرص علي نجاح دوراته المتعاقبة. - كما أتوجه بالتحية.. لمعالي السيد / عثمان علي فرهود الغانمي وزير الداخلية العراقي / داعيا الله - عز وجل - أن يوفقه في رئاسته لدورة المجلس الجديدة. - والشكر موصول للأمانة العامة.. وعلي رأسها السيد الدكتور محمد بن علي كومان أمين عام المجلس / علي الجهود المتواصلة والحكيمة لتسيير أعمال المجلس رغم تحديات الجائحة والحرص علي إقامة أكبر قدر من الفعاليات والإجتماعات واللقاءات الأمنية العربية / إفتراضيا وتفعيل ما يصدر عنها من توصيات وقرارات. وختاما أتوجه للمولي عز وجل أن يكلل بالتوفيق والسداد كل جهد مخلص يسعي بنبل إلي ما فيه الخير والأمن لأمتنا وشعوبنا العربية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،