أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري أن التشكيلة الحكومية، التي سبق وقدمها إلي الرئيس ميشال عون، متكاملة لحكومة من الاختصاصيين (الخبراء) غير الحزبيين، وقادرة علي تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف انهيار لبنان.. مطالبا عون بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال عجز عن توقيع مراسيم تشكيل الحكومة. جاء ذلك في بيان أصدره الحريري مساء، اليوم /الأربعاء/، ردا علي الكلمة المتلفزة التي ألقاها الرئيس اللبناني في وقت سابق، وقال خلالها إن رئيس الوزراء المكلف قدم عناوين مسودة تشكيل الحكومة الجديدة، وأنها لا تلبي الحد الأدني من التوازن الوطني، وداعيا إياه إلي التشاور سويا لتأليف حكومة جديدة أو الاعتذار عن عدم الاستمرار في مهمته. وقال الحريري "زرت الرئيس ميشال عون 16 مرة منذ تكليفي، للاتفاق علي تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة علي تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها ووقف الانهيار الذي يعاني منه اللبنانيون". وأضاف "أجيب الرئيس عون بالطريقة نفسها، الواردة في كلمته المتلفزة، أنني سأتشرف بزيارته للمرة ال17 إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة، والوصول الفوري إلي إعلان تشكيل الحكومة". وتابع الحريري "أما في حال وجد الرئيس نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة علي تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار الذي تعاني منه البلاد والعباد، فسيكون عليه أن يصارح اللبنانيين بالسبب الحقيقي الذي يدفعه لمحاولة تعطيل إرادة المجلس النيابي الذي اختار رئيس الوزراء المكلف، والذي يمنعه منذ شهور طويلة عن إفساح مجال الخلاص أمام المواطنين، وأن يختصر آلامهم ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة وهي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة علي إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل 5 أعوام، تماما كما اختاروني رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة قبل خمسة أشهر". ويشهد لبنان فراغا حكوميا منذ أكثر من 7 أشهر، وذلك في أعقاب استقالة حكومة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء في 10 أغسطس الماضي علي خلفية الانفجار المدمر الذي وقع في ميناء بيروت البحري. وكلفت الأغلبية النيابية داخل البرلمان اللبناني في 22 أكتوبر الماضي زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، والذي قدم بدوره إلي الرئيس اللبناني ميشال عون في 9 ديسمبر الماضي تشكيلة حكومية مصغرة من 18 وزيرا، مؤكدا أنهم جميعا من الاختصاصيين (الخبراء) غير الحزبيين، وتخلو من "الثُلث الوزاري المعطل" باعتبار أن هذا الأمر هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد وانتشالها من الأزمات التي تعصف بها، وبما يجعل المجتمعين العربي والدولي يعاودان الانفتاح علي لبنان ومساعدته. ولم تنجح المساعي الرامية إلي إنجاز عملية التأليف الحكومي في ظل غياب التوافق والخلاف المستحكم بين الرئيس اللبناني ميشال عون ومن خلفه التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل من جهة، وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخري، علي شكل ونوعية وحجم الحكومة.