تعرضت عشرات آلاف الشركات والبلديات والمؤسسات المحلية في الولاياتالمتحدة لهجوم إلكتروني قامت به مجموعة قراصنة تدعمها الدولة الصينية، وفقًا لمتخصص في الأمن السيبراني الذي عرض، أمس الجمعة، تفاصيل تتعلق باختراق خدمة البريد الإلكتروني لشركة مايكروسوفت. كتب بريان كريبس في مدونته "كريبسون سيكوريتي" أنه "تم اختراق ما لا يقل عن 30 ألف مؤسسة في الأيام الأخيرة من قبل وحدة التجسس السيبراني الصينية بقوة غير اعتيادية، وتركز علي سرقة البريد الإلكتروني، بحسب مصادر متعددة". حذرت مايكروسوفت، الثلاثاء، من مجموعة قراصنة تدعي "هافنيوم" تقوم باستغلال الثغرات الأمنية في خدمات "اكسانج" للمراسلة من أجل سرقة بيانات مستخدميه لأسباب مهنية. وذكرت المجموعة العملاقة للمعلوماتية أن هذا "اللاعب الذي يتمتع بكفاءة عالية ومتطورة" سبق واستهدف شركات في الولاياتالمتحدة، لا سيما في مجال الأبحاث المتعلقة بالأمراض المعدية ومكاتب المحاماة والجامعات وشركات الدفاع ومراكز الدراسات والمنظمات غير الحكومية. وأوضح كريبس أن "مجموعة التجسس استغلت أربعة عيوب جديدة في برنامج إكسانج وزرعت في مئات آلاف المنظمات حول العالم أدوات تمنح المهاجمين تحكمًا كاملًا عن بعد بالأنظمة المخترقة". واعتبرت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، أن "التهديد لا يزال ناشطا". وأشارت إلي أن الهجوم "قد يُحدث تأثيرا واسع النطاق" داعية المجتمعات "التي تستخدم هذه الخوادم إلي التحرك الآن من أجل حماية نفسها". قال رئيس مايكروسوفت توم بيرت الثلاثاء إن شركته أصدرت تحديثات لإصلاح الخلل، وحث العملاء علي تنزيلها. وأضاف محذرا "نحن نعلم أن العديد من الجهات الحكومية والمجموعات الإجرامية ستتصرف بسرعة للاستفادة من أي نظام لم يتم تعديله"، مؤكدا أن "إدخال التصحيحات بسرعة هو أفضل حماية ضد هذا الهجوم". وتقول مايكروسوفت إن مقر مجموعة "هافنيوم" يقع في الصين، ولكنها تعمل من خلال خوادم افتراضية خاصة مُستأجرة في الولاياتالمتحدة. كانت الصين اتهمت واشنطن العام الماضي بالتشهير، عندما قالت إن قراصنة صينيين حاولوا سرقة أبحاث تتعلق بفيروس كورونا. في يناير، اعتبرت السلطات الأمريكية أن روسيا هي المشتبه به الرئيسي في عملية القرصنة الهائلة التي تعرضت لها شركة "سولار ويندز" للتكنولوجيا، مما ناقض الرئيس السابق دونالد ترامب الذي اتهم الصين بأنها وراء هذا الاختراق الذي طال برامج الحكومة الأمريكية وآلاف الشركات الخاصة. أعلنت مايكروسوفت الثلاثاء أن هجمات هافنيوم "لا تتعلق بأي حال من الأحوال بهجمات سولار ويندز المختلفة تمامًا".