واحدة من الخطوات الجريئة التي اتخذتها الجامعة العربية مؤخرًا تمثلت في انتقال مندوبي الجامعة العربية إلي ولاية شمال دارفور ليعقدوا اجتماعًا تاريخيًا في.. مدينة 'الفاشر' عاصمة الولاية كان بمثابة نقطة الأمل لأبناء إقليم دارفور الذين اكتووا بنار الحروب القبلية والمؤامرات الدولية وتجاهل الإخوة والأشقاء العرب لهم. كان اجتماعًا تاريخيًا كشف عن الحس العربي الذي يمتلكه السفير السوري يوسف أحمد صاحب الاقتراح بنقل الاجتماع إلي دارفور والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي الذي بادر بتلبية الاقتراح وانتقل مع ممثلي الدول العربية الي هناك.. فهل يفعلها الحكام العرب؟ في عام 1967وبعد نكسة الخامس من يونيو بادر الزعماء العرب للاجتماع بالعاصمة السودانية الخرطوم بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. يومها وقف العرب جميعهم - ورغم النكسة - ليعلنوا التحدي من الخرطوم رافعين شعارات 'لا صلح - لا تفاوض - لا اعتراف' وكانت تلك الكلمات بمثابة السر الذي قادنا فيما بعد لتحقيق النصر علي العدو في حرب السادس من اكتوبر لعام 1973 بعد فترة حرب الاستنزاف التي أجهدت قوات العدو وأربكت صفوفه.. امتلك العرب وقتها شجاعة المبادرة وهم في ذروة النكسة.. فلماذا يفشلون الآن في الإمساك بروح المبادرة رغم ما وصلنا إليه من هوان؟ هل تفعلها 'قمة سرت' ويلجأ قادتها إلي استعادة زمام المبادرة ويطلقون صيحة الغضب من مواقع مدننا المحاصرة والمعرضة للتآمر.. إن في غزة أو دارفور أو بيروت أو غيرها من بقاع العالم العربي.. حلما يراود الكثيرين من أبناء الأمة الذين كادوا يفقدون ما تبقي لديهم من آمال في يقظة وصحوة الحكام العرب من سباتهم العميق؟!.. خاصة أن السيل قد بلغ الزبي وأن مشاعر الهوان قد فاقت كل ما كان يتوقعه أبناء هذه الأمة. فهل تحقق 'قمة سرت' هذا الحلم وتدفع بالحكام العرب لمرحلة جديدة من تاريخهم حفاظًا علي ما تبقي من الشرف العربي؟!