مصر قلب العروبة النابض ، قاعدة واداة النهضة العربية الحديثة التي اطلقتها ثورة عبد الناصر العظيمة وقادة معركة التحرير والتأميم والمقاومة ،مصر التي اطلقت وقادت حركة التحرر العربي في منتصف القرن الماضي ودعمتها حتى استقلت كل الاقطار العربية ،وتبنت حركة التحرر الافريقية وخاضت معها نضال مكن من طرد الاستعمار والقضاء على العنصرية ،مصر التي واجهت الهجمة الاستعمارية الحديثة على الوطن العربي فكانت خط المواجهة الاول ضد الكيان المغتصب لفلسطين وصارت عنوان المقاومة والصمود وقاعدة الكفاح القومي من اجل التحرير والوحدة ، مصر التي انتكست وانتكبت بأنظمة الردة احيانا والجهالة احيان اخرى فحاولت خنقها وعزلها ومنعها من اداء دورها القيادي ، مصر الملايين التي علمتها ثورة يوليو المعاني الحقيقة للقومية العربية فقادت شعوب العالم بكل جدارة في زمن الرعب النووي وتوازن القوى الكبرى . تعود مصر اليوم بثورة شعبية حقيقية لم يشهد لها التاريخ مثيلا شارك فيها كل المصريين ، وقادتها اداة ثورية من الشباب المجهولين الذين لا يبحثون على السلطة اسموا انفسهم تمرد فكان تمردا على نظام الجهل والتخلف وربوبية المهووسين المتسترين بجلباب الدين ، كهنة التخلف وسدنة المشروع الاستعماري وخدّام اسرائيل الطيعين ورموز الفتنة التي سفكت الدم العربي الغالي في ليبيا وسوريا وازهقت ارواح الابرياء وقتلت قادة عظام ومثلت بهم . في ميادين مصر وبأيادي المصريين العظام تحطم مشروع الشرق الاوسط وسقطت نظرية الفوضى الخلاقة التي صممت لتقسيم الوطن العربي واعادة استعماره ونهب خيراته والتمكين لإسرائيل في اراضيه ،والقى بأمراء الغاز والنفط الجهلة المغرورين بالدولارات في المزابل ، ووضع شيوخ الضلالة وائمة الجهل ودعاة الفتنة في موقعهم الطبيعي خلف القضبان لكونهم وداء عضال انهك الجسد العربي . شكرا ايها المصريون البسطاء فلقد اعدتم البسمة الى شفاه الملايين من الحزانى والمعذبين والمقهورين بسياط العملاء في كل ارجاء الوطن العربي ،وزرعتم الامل للأجيال العربية القادمة ، ففي كنف ثورتكم العظيمة تولد الامة العربية من جديد ويترعرع جيل عربي جديد يحمل الحلم العربي في التقدم والرقى . يكفى ان تعود مصر لدورها القيادي ، فلقد كان لغيابها اثار مدمرة لحق اداها كل عربي وعربيه فكانت النكبات تتوالى والهزائم تتراكم والانكسار هو سيد الموقف ومعنويات العرب جميعا في الحضيض لكن المصريون اوقدوا فى القاهرة شعلة الحرية التي سيضئ نورها الوطن العربي كله فيرى الناس جميعا طريق المستقبل الزاهر . من مصر سينطلق المعلمون المصريون من جديد في هذا الوطن العربي المنكوب يعلمون الاطفال ابجديات الثورة والاستقلال والكرامة ، وفي مصر سيكدح العمال والفلاحين لبناء نهضة تصيب ثمارها كل العرب ، ستعود ماكنة الصناعة والزراعة وتزدهر العلوم والابحاث وتنتعش حركة الادب والفن ، سنشاهد صور الخمسينات والستينات حيت وضعت الثورة الناصرية المصريين في كل مكان فكانوا جديرين بتلك المكانة . الى مصر سيحج المناضلين المكافحين في سبيل الحرية من كل مكان ، من كل الاقطار العربية فبلقوا الحماية والرعاية ويتعلموا فنون الثورة الشعبية الحقيقية ثورة اليوم . مصر القائدة للامة العربية ستصبح قطب التوازن الدولي بعد ان اجبرت ان تكون ترسا في عجلة يحركها امراء النفط والغاز الجهلة ، سينظر لها قادة امريكيا اللاتينية وافريقيا واسيا فيجدوا فيها الحكمة والنصيحة . هذه ليست احلاما او امالا فى عالم الخيال بل واقع كتبته الجماهير المصرية في 30 يونيو الذى سيكون العيد المكمل لعيد 23 يوليو المجيد، كتبته مصر التي راهن عليها جمال عبد الناصر والهمت ثوّار افريقيا وامريكيا اللاتينية وصنعت ثوّارا عربا من امثال عبدالسلام عارف واحمد بن بله و هوارى ابومدين وشكرى القويتلى وصدام حسين ومعمر القذافي القادة العظام الذين استشهدوا على درب عبد الناصر ،هذه الصورة الرائعة التي رسمت تفاصيلها شباب مصر من الرجال والنساء الذين خرجوا جميعا فكانوا على موعد مع القدر لتوضع مصر من جديد فوق عرش المجد العربي . تحية من كل عربي الى شعب مصر العظيم والى رجال مصر الشجعان في القوات المسلحة المصرية . وعاشت مصر لأنها عنوان العروبة وقاعدتها ومستقبلها .