لأول مرة في تاريخ الانتخابات البرلمانية يعتمد مرشحو مجلس الشيوخ عن محافظة شمال سيناء، بصفة أساسية بسبب فيروس، على مواقع التواصل الاجتماعي في الإعلان والدعاية ودعوة الناخبين إلى الخروج يومي 11 و 12 أغسطس المقبل للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وقد أثرت الظروف الحالية في سيناء إلى جانب أزمة كورونا على الدعاية الانتخابية وعقد المؤتمرات أو حتى تعليق لافتات المرشحين.. بينما بدأت تحركات المرشحين داخل الدائرة بالتركيز على عرض إنجازاتهم السابقة ودورهم في خدمة المجتمع المحلى خلال الفترة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي.. إلى جانب بعض اللقاءات وسط أفرع وعائلة كل مرشح وصولا إلى القبيلة الكبيرة والمتحالفين معها. وتعد دائرة شمال سيناء (بالنسبة لانتخابات مجلس الشيوخ المقبل) من أكبر الدوائر الانتخابية على مستوى الجمهورية؛ حيث تمتد على مساحة أكثر من 27 ألف كيلومترا مربعا، وهو ما يفوق مساحات عدة محافظات ودوائر مجتمعة، وتمتد حدودها مع محافظات: الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وجنوب سيناء، بخلاف الحدود الدولية، وتضم 10 أقسام إدارية؛ مما يرهق أي مرشح. وكان إجمالي عدد الأصوات الانتخابية بشمال سيناء طبقا لآخر انتخابات برلمانية نحو 235 ألف صوت موزعين على مختلف الأقسام بالعريش وبئر العبد والشيخ زويد ورفح والحسنة ونخل، ومن المتوقع وصولها إلى أكثر من 250 ألف صوت في انتخابات مجلس الشيوخ القادمة. وتؤكد الشواهد السابقة أن الانتخابات في المحافظة بصفة عامة لا تعتمد كليا على الدعاية واللافتات.. وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على القبيلة أو العائلة ومدى تأييدها لمرشحيها؛ حيث تحرص القبائل والعائلات على الفوز بالمقاعد البرلمانية والمواقع السياسية والشعبية، وذلك بموجب اتفاق سابق تم توقيعه منذ عام 1984 ويسمح بتداول المقاعد البرلمانية وتوزيع المقاعد الشعبية والمناصب السياسية على مستوى مراكز ومدن المحافظة وبين جميع القبائل والعائلات وداخل أفرعها المختلفة. وتلعب القبلية والعائلات دورا كبيرا في أي عملية انتخابية؛ فهناك مشايخ القبائل والعشائر وعواقل وكبار القبيلة والعائلة الذين يتحكمون في غالبية الأصوات؛ لذا يحرص أي مرشح على موافقة القبيلة أو العائلة أولا، ثم القبائل والعائلات المتحالفة معها، وأحيانا يتم الاتفاق على تبادل المقاعد البرلمانية والمناصب السياسية والشعبية في اتفاقات لاحقة، وطبقا للظروف والمواقف. ويركز كل مرشح في برامجه - خلال الانتخابات المقبلة - على حل قضايا التنمية والتمليك إلى جانب استكمال مكونات المشروع القومى لتنمية سيناء وتعظيم الاستفادة من الثروات والموارد المتاحة وتوفير فرص عمل للشباب.. إلى جانب الظروف الخاصة بشمال سيناء وأهمية توفير الخدمات وتيسير أمور المواطنين. ويسعى المرشحون والناخبون - خاصة أبناء العريش - إلى توحيد الصفوف ومحاولة الاتفاق على مرشح واحد على المقعد الفردى، إلا أنه لم تظهر في الأفق أية خطوات جادة حتى الآن.. ويرى كل مرشح أنه الأحق بالمقعد، في حين تتنافس الأحزاب من أجل الفوز بهذا المقعد لمرشحها؛ فيسعى كل حزب إلى تأييد مرشحه عن طريق المؤتمرات واللقاءات، ودعم أعضاء كل حزب لمرشحه اعتمادا على الانتماء الحزبي. ويجيء دور الناخبين الذين يعقدون الآمال على حصة المحافظة من التعيينات بقرار جمهوري، وأن تنال المحافظة أكبر عدد ممكن من التعيينات لتضاف إلى المقعدين المحددين.. على أن يكون التعيين من نصيب مدينة العريش العاصمة التي خرجت لأول مرة من القائمة. ويبقى بعد ذلك الغضب السائد بين بعض القبائل التي ترى أنها لم تمثل في الترشيحات، ويرى عبد القادر مبارك رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء والباحث في التراث السيناوي أن المفاجأة كانت بخروج العاصمة من القائمة بعد تحول دفتها إلى الشيخ زويد، علاوة على تجاهل قبائل كبيرة بعينها من أي تمثيل برلماني، خاصة قبائل: "السواركة" و"الترابين" و"الأخارسة" و"الرميلات"، وباقي قبائل وسط سيناء، إلى جانب قبيلة الفواخرية وأولاد سليمان وباقي عائلات العريش. وفي النهاية، يتوقف نجاح أي مرشح على دعم مؤيديه وخروج أكبر عدد من الناخبين للإدلاء بصوتهم لصالح المرشح. جدير بالذكر أن انتخابات مجلس الشيوخ ستجرى يومي الأحد والإثنين الموافقين 9 و10 أغسطس المقبل بالنسبة للمصريين المقيمين في الخارج من أبناء المحافظة والمقيدين بها.. كما تجرى انتخابات الداخل يومي الثلاثاء والأربعاء الموافقين 11 و12 أغسطس المقبل، على أن تعلن النتيجة يوم 19 أغسطس المقبل.. وتجرى انتخابات الإعادة يومي 6 و7 سبتمبر القادم بالنسبة للمصريين في الخارج، ويومي 8 و9 سبتمبر القادم بالنسبة للداخل، ويتم إعلان النتيجة النهائية يوم 16 سبتمبر القادم. وكانت محكمة شمال سيناء الابتدائية بالعريش قد أعلنت عن الكشوف النهائية لمرشحي مجلس الشيوخ للقائمة الفردية بدائرة محافظة شمال سيناءبالعريش؛ حيث تضمنت 7 مرشحين بالنظام الفردى، وهم كل من: مروة فؤاد حسين العيسوى وشهرتها مروة فؤاد (عن حزب مصر القومي)، عبد العزيز محمد عبد العزيز محمود وشهرته عبد العزيز محمود (مستقل)، عبد الكريم يسن أمين بدوى وشهرته عبد الكريم بدوى (مستقل)، سالم شتيوى سالمان غنيم وشهرته سالم العكش (عن حزب مستقبل وطن)، نبيل محمد صالح بدر وشهرته نبيل أبو حطب (مستقل)، منصور علي إبراهيم صالح وشهرته منصور الرياضي (عن حزب المؤتمر)، وحسن أحمد مصطفي حجاب وشهرته حسن حجاب (مستقل). كما تم اختيار المرشح فايز إبراهيم حرب وشهرته فايز أبو حرب في القائمة الوطنية من أجل مصر كممثل وحيد عن المحافظة ضمن القائمة؛ وبالتالي يتنافس عدد 7 مرشحين على المقعد الفردى (منهم 3 مرشحين عن الأحزاب و3 مرشحين مستقلين) إلى جانب المرشح الوحيد على القائمة.. في انتظار حصولها على النسبة المقررة.