الخطف لا يعتقد أنه سطا، ، الخاطف يؤمن بأنه إجتهد، ، والمخطوف لا يقر بأنه ضعيف، ، المخطوف يري أنه ضحية، ، فالخاطف لا يخطف إلا لأن المجتمع يعاني من القابلية للخطف. منذ أول أيام الحادث المروع وهو خطف جنودنا السبع البواسل من علي الحدود المصرية وأنا أنام كل ليلة آملا أن ستيقظ علي خبر عودتهم ومعهم كرامة وعزة مصر. فأنا لا أشعر بالخزي والعار فقط ولكني أعلم بحرقة كل أب وأم لهؤلاء المخطوفين. فكما أن التجنيد في وطننا إلزامي فكذلك الشعور أيضا إلزامي.. كان من الممكن أن أكون أنا أو أخي أو قريب أو صديق لي مكانهم، ، وحتي لو لم يكن التجنيد إلزامي فهم قبلوا مهمة الدفاع عنا ولهذا فالشعور بالغضب والحزن من أجلهم شعور إلزامي. إن عملية الخطف هذه تعد خطفا للوطن بأكمله وإختبارا عنيفا لمؤسسات الدولة، ، ولذا تجد كل من يقول وجهة نظر أو يعبر عن رأي يجد من الصعب الحديث في تلك الأمور لأنها تمس الدولة بشيء ما، ، لكني سأحاول أن ألتزم قدرا من المهنية. ولكن كيف أحافظ علي المهنية ويمر يوما تلو الآخر ولا جديد عن إخواني المختطفين، ، وكل ساعة أقرأ ' الجيش يبدأ المعركة.. ' إلي متي سيظل يبدأ هل تنتظر الدولة فيديو آخر يجعلنا نتحسر أكثر وأكثر. والعجيب تجد عددا من الحركات يعرضون مساعدتهم للجيش في عودة هؤلاء الجنود فتارة تجد ' الأنومينس ' وهم مجموعة من الهاكر علي شبكات الإنترنت يعلنون أنهم بقدرتهم تحديد مكان فيديو المختطفين. وتارة أخري تجد جماعة ' البلاك بلوك ' أنهم بقدرتهم تحرير الجنود في 48 ساعة. وماذا يصنع الجيش إذا؟؟ ! ! رغم كل هذا ما زالت ثقتي في الجيش قوية وما زالي أملي كبير في خير أجناد الأرض الذين لم يخيبوا ظني يوما ما . ولكن هذا الأمر يو ضح جيدا الفرق بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وبين الدكتور مرسي. فحين إحتجزت المخابرات الأردنية عددا من جنودنا المصريين إثر عملية إيلات.. فكان الرد من عبد الناصر أنه إعتقل ملك الأردن وقال له نصا ' ستظل ضيفا لدينا إلي أن يعود جنودنا ' وبالفعل عادوا. ولكن الدولة من عبد الناصر إلي مرسي تختلف كثيرا فالدولة في عهد عبد الناصر حاولت أن تقدم كل شيء وفي عهد السادات أصبحت الدولة لا تلبي الشيء وفي عهد مبارك لم تقدم الدولة شيء وأخذت من الناس كل شيء وفي عهد مرسي أخشي أن تصبح الدولة لا شيء. إنني أحمل الدكتور مرسي المسؤلية كاملة، ، وأقول له التاريخ لن يرحمك فقد صنعت دستورا وصنعت حكومة وفصلت قوانين ولكن كرامة مصر أغلي من أي شيء فلتحمي كرامتنا وعزتنا وإلا فلترحل .