ماذا بعد رمضان؟! سؤال دائما مايطرح نفسه مع انقضاء شهرالخير والرحمة والمغفرة.. فالبعض يعتقد أن العباده في الشهر الفضيل التزام وبقية الشهور راحه.. مايعني قصور في الطاعة وفهم خاطيء لتعاليم الدين وحول هذا الأمر يحدثنا فضيلة الشيخ محمد العريان من علماء الأزهر الشريف وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية.. يقول فضيلته.. الحمدلله الذي جعل السعادة في التمسك بأداب الدين وإتباع الطريق المستقيم فقد أضاء قلوب المحبين المخلصين وأظلم قلوب المفسدين الغاوين ليجزي الذي اساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسني في اعلي مقامات النعيم... وأضاف اعلم بعين البصيرة واليقين بأن من علامات المؤمن الصادق في إيمانه أنه يخرج من طاعة إلي طاعه ومن خير إلي خير ومن نافلة إلي نافله والمؤمن الصادق لاينقطع عن ساحة الله لانه يتاجر مع الله قال تعالي (رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار، ليجزيهم الله احسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) سورة النور.. فالتجارة مع الله لا تنتهي والمؤمن الحق هو الذي يداوم علي العمل الصالح طوال حياته وقبول العمل أهم من العمل نفسه فقد يتعبد الانسان ولكن لاتفتح له أبواب القبول لان العمل ليس فيه إخلاص لله فالاخلاص في العبادات والتأثر بها والأرتقاء بها والتخلق بها هوالجوهر والغايه من العباده قال تعالي(فادعوا الله مخلصين له الدين) والله عزوجل لايقبل من العمل الا إذا كان خالصا لوجه الله وإبتغاء مرضاة الله والمداومه علي الطاعات والنوافل علامه من علامات التوفيق في الدنيا لان الطريق إلي الله يحتاج مجاهدة ومحاسبة النفس والانقطاع عن علائق الدنيا التي ينشغل بها الانسان عن ذكر الله... وقد حذرنا المولي عزوجل من اللهووالعبث في هذه الحياة الدنيا قال تعالي( ياايها الذين آمنوا لا تلهيكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون) فالعقلاء من الناس هم الذين يعملون لما بعد الموت كما قال النبي الاكرم الكيس من الناس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمني علي الله الاماني... وماذا بعد رمضان فلابد من المداومه والصبر علي الطاعات والنوافل والصبر علي المعاصي الاهواء والشهوات ومجاهدةالنفس ومحاسبة النفس والصبر علي الابتلاءات والمحن والشدائد وذلك سئل صلي الله عليه وسلم عن افضل الناس إيمانا وعملا فقال (من رضي بالقضاء وصبر علي البلاء وشكر علي النعماء) هذه مقامات العبوديه الحقيقيه والمولي عزوجل قال في كتابه مخاطبا النبي الاكرم قال تعالي (واعبد ربك حتي ياتيك اليقين) اي الموت.. فلابد من الاستقامه علي الطريق لان الطريق الي الله يحتاج الي مجاهده النفس وعلم وخشيه فمن علامات المؤمن الصادق ان يخرج من طاعه الي طاعه وهذه علامات التوفيق من الله فأذا احب الله عبدا إستعمله للعمل الصالح وإذا ذاده الله توفيقا فتح له ابواب القبول نسال الله القبول والتوفيق.