حذرت صحيفة 'الجارديان' البريطانية كلا من إسرائيل و'حزب الله' اللبناني وإيران وسوريا من التبعات غير المقصودة الناتجة عادة عن الصراعات غير المباشرة علي النحو الذي تشهده الساحة السورية حاليا. وقالت -في تعليق عبر موقعها الإلكتروني مساء الثلاثاء- إن تكرار محاولات تحويل السلاح السوري إلي 'حزب الله' ومن ثم التدخلات الإسرائيلية للحيلولة دون ذلك قد يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد. وأضافت أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة علي الأراضي السورية لم تهدف إلي التدخل في حربها الأهلية, وإنما استهدفت الحد من ترسانة أسلحة 'حزب الله' اللبناني, عدو إسرائيل الثاني بعد إيران. ورأت أن التقارير التي تناولت هذه الغارات ألقت بالكثير من الغموض علي كيفية صناعة القرار في إسرائيل, قائلة إن قرار شن تلك الغارات لم يكن وليد طموح إسرائيلي في رسم المستقبل السوري, وإنما كان وليد المخاوف من الوصول إلي توازن استراتيجي بين إسرائيل علي جانب, ومحور 'حزب الله-إيران' علي الجانب الآخر. وتابعت الصحيفة قائلة إن إسرائيل تراقب الصراع السوري بهواجس مختلطة; فهي إذ ترحب من جانب بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تعتبره ضربة لإيران و'حزب الله', تخشي في الوقت نفسه من جانب آخر وقوع السلطة في أيدي الإسلاميين والجهاديين ممن قد يمثلون تهديدا مستقبليا لإسرائيل كفيلا بإنهاء نحو 40 عاما من الهدوء علي الجبهة السورية. وأضافت أنه بينما يولي العالم اهتمامه بالأسلحة الكيماوية السورية, تهتم إسرائيل بالأسلحة التقليدية أيضا التي قد تتمكن من تغيير معادلة القوة بوقوعها في أيدي 'حزب الله' الذي واتته الفرصة عبر هذه الحرب لزيادة ترسانته من الأسلحة -التي تتجاوز 60 ألف صاروخ- بأسلحة أكثر تطورا من مخازن السلاح السورية التي تضم مئات الأطنان من المواد الكيماوية وعشرات الألوف من الصواريخ والقذائف والرادارات وغيرها. وأشارت 'الجارديان' إلي تخوف إسرائيل علي نحو خاص من بعض الأسلحة المصنعة في روسيا مثل صورايخ 'إس أيه -17' أرض جو التي قد تهدد حرية إسرائيل في التحليق فوق شمال إسرائيل ولبنان, وكذلك صواريخ 'أرض بحر' التي قد تهدد موانئ إسرائيل ومنشآتها النفطية قبالة السواحل, وصواريخ 'سكود' التي تستطيع حمل رؤوس كيماوية, بالإضافة إلي ما تمثله صواريخ 'فاتح-110' عالية الدقة من خطر بالغ علي إسرائيل. ورأت الصحيفة البريطانية أنه إذا كانت الحرب السورية تمثل فرصة ل`'حزب الله' في تعزيز ترسانته العسكرية, فإنها أيضا تمثل فرصة لإسرائيل للتعامل مع التحدي الذي يمثله هذا السعي من جانب حزب الله لتعزيز أسلحته الذي يهدف بالأساس إلي ردع إسرائيل أو أمريكا وإثنائهما عن مهاجمة منشآت إيران النووية, والتي تتصدر المخاوف الإسرائيلية. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن الوقت قد حان لكي توقف روسيا إرسالها أنظمة أسلحة إلي سوريا, ولكي تثني أصدقاءها في دمشق وطهران عن مزيد من المحاولات لتحويل مثل هذه الأسلحة إلي 'حزب الله' اللبناني.