يشهد العالم تغيرات مناخية متعددة ، وهناك تحذيرات من علماء المناخ والبيئة بأن ارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات الكربونية تسبب اختلالات فى ثوابت الطقس بالعالم، حيث تذوب جبال الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى، بما يرفع مناسيب المياه فى البحار والمحيطات. وبالرغم من أن مصر ليست معتادة على السيول والأمطار الكثيفة، فإن العقود الأخيرة شهدت تغيرات مناخية فى العالم كله، ومنها الشرق الأوسط وأفريقيا، تظهر فى صورة فيضانات أو أعاصير أو جفاف، وضعت مصر ضمن حيز السيول والمطر الكثيف فى بعض أوقات العام، وتُعَد دولة الصين أكبر دولة تُسهم في غازات الاحتباس الحراري، ثم تأتي أمريكا، فروسيا، ثم كندا، ثم دول الاتحاد الأوروبي، أي الدول المتقدمة عمومًا، وذلك بسبب النشاط الصناعي المكثف لديها، لكن على الرغم من ذلك فإن هذه الدول هي الأقل تأثرًا بالتغيرات المناخية. إن التغيرات المناخية هي ظاهرة عالمية ذات تأثيرات محلية، فهي تؤثر على الأماكن الأضعف في تكوينها وتركيبها الجغرافي والطوبوغرافي، فهي قضية غير عادلة من الناحية الإنسانية والاجتماعية، وتزيد الغني غنًى والفقير فقرًا، فالمناطق الممطرة تزداد مطرًا، والجافة تزيد جفافًا، مصر تقع في منطقة جغرافية فقيرة وهشة مناخيًّا، إذ لا يتجاوز المطر 100 مم إلا في المناطق الساحلية في أقصى الشريط الشمالي الضيق، أما على مستوى باقي مناطق الجمهورية فمعدلات المطر لا تُذكر. وفي جنوب مصر من الممكن أن تصل إلى صفر مم، إذًا تقع مصر في منطقة جافة، ليس فيها سوى خط رفيع غني بالمياه، لا تزيد مساحته عن 3 إلى 4% من مساحة مصر، اسمه نهر النيل والدلتا، والباقي عبارة عن صحراء، وهو النطاق الذي يتأثر أكثر بالمناخ. ويصنف مناخ مصر في الشمال على أنه مناخ بحر متوسط في معظمه، أما في الجنوب فهناك مناخ جاف وشبه جاف. هذا المناخ كان من أكثر مناخات العالم استقرارًا على مدار التاريخ وكنتيجة للتغير المناخي حدثت زيادة ارتباك في النظام المناخي، وتعرضت هذه المنظومة ل"تشوه"، فبدأت تحدث زيادة في التقلبات المناخية الحادة، وكذلك هطول كميات من الأمطار في توقيت زمني محدود، ما قد يتسبب في حدوث سيول، إذًا المناخ ذاته تغير، ، وكان من المفترض بناءً على النماذج الموجودة أن هذا التغير يحدث خلال 10 سنوات إلى 20 سنة من الآن، لكننا فوجئنا أن التغير كان سريعًا جدًّا، ومواعيد حدوثه كانت مبكرة فمصر تواجة تحديات كبرى بثبات وعمل وتفانى تحت رعاية قائدها فخامة الرئيس الزعيم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منقذ مصر . التغيرات المناخية قضية ليست بالجديدة، فالعالم المتقدم بدأ الانتباه إليها منذ ما يقرب من 25 إلى 30 عامًا، عندما لاحظ أن هناك تغيرًا ما طرأ على المناخ، بينما لم ينتبه إليها العالم النامي إلا مؤخرًا. وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى زيادة معدلات النشاط البشري الصناعي الذي أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة في الغلاف الجوي، وحدوث ما يسمى ب"الاحتباس الحراري"؛ فوجود غازات مثل الميثان وغاز أول أكسيد النيتروز وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز أول أكسيد الكربون وخلافه في الغلاف الجوي هو وجود طبيعي لحفظ حرارة الكرة الأرضية في أثناء فترات الشتاء والليل، ولولا وجود هذه الغازات بتركيزاتها الطبيعية، لانخفضت درجة حرارة الكرة الأرضية شتاءً إلى سالب 30 درجة مئوية. ولكن مع زيادة معدلات النشاط الصناعي -خاصة في بداية ستينيات القرن الماضي- بدأت تحدث معه زيادة في تركيزات هذه الغازات كل هذه التحولات تحتم علينا أن نسعى لدراسات أكبر حول التغير المناخى، الذى لا يعتبر أمرا مؤقتا، خاصة أنه يتعلق بزيادة فى حجم الأمطار وشكلها، فضلا عن أنه يتجاوز النوات المعروفة التى تضرب الإسكندرية والشواطئ المصرية عادة، وتظهر الآثار فى زيادة فى حجم الأمطار، وكمياتها، تتجاوز أحيانا قدرات شبكات الصرف. التغيرات المناخية تضاعف من احتمالات السيول والأمطار طوال العام، مما يترتب علية ضغط على البنية الأساسية عموما وشبكات الصرف بالشكل الذى صعب ان يستوعب الهجمات المفاجئة للأمطار، وهذا ما أكده مركز التنبؤ بالفيضان فى وزارة الرى ان كمية الامطار يمكن ان تفوق قدرة البنية التحتية على تحمل كمية الأمطار غير المسبوقة فضلا عن أهمية بحث توقعات التغير المناخى فى العالم حتى يمكننا مواجهة أشكال ربما لا نكون معتادين عليها. ونكون على إستعداد للتعامل مع حجم وشكل الأمطار محليا، والقدرة على استغلالها لأنها - أى الأمطار والسيول- تمثل ثروة مائية. ..................................................... مدير عام شؤون البيئة فى شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء