"واشنطن بوست": أمريكا تستعد لمواجهة استفزازات إيرانية أكثر قتامة في المنطقة بعد اغتيال سليماني

كشفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم /الأحد/ أن القادة العسكريين الأمريكيين هرعوا في الأسابيع التالية للغارة الأمريكية التي اغتالت الجنرال الإيراني قاسم سليماني، لمواجهة سيناريو جديد أشد خطوره وقتامة في منطقة الشرق الأوسط.
واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن نشرته على موقعها الإلكتروني بالقول : إن الجيش الأمريكي يستعد لمواجهة تصعيد كارثي محتمل في المنطقة الكبيرة ، حيث تعمل فرق أمريكية صغيرة بالقرب من القوات المرتبطة بإيران ومرورا بأفغانستان التي ازدادت فيها مؤخرا كمية المساعدات الإيرانية لطالبان.
وذكرت :"أن قائد القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة الجنرال كينيث فرانك ماكنزي جونيور حذر خلال زيارة أجراها على مدار الستة أسابيع الماضية إلى سبع دول، القوات الأمريكية من أن الضربة الصاروخية الباليستية التي أطلقتها إيران بعد أيام من مقتل سليماني في بغداد في 3 يناير الماضي ربما لا تكون المواجهة الأخيرة في أعقاب خسارة إيران لأحد أبنائها العسكريين البارزين".
وأكد ماكنزي - في تصريحاته له - "أن الإيرانيين يتعرضون لضغوط كبيرة ومثل هذه الضغوط ربما تدفع الكيانات الواقعة تحتها إلى التصرف بعدوانية وقوة مفرطة".
ونقلت (واشنطن بوست) عن مسئولين قولهم : إن إيران ووكلاءها في المنطقة استخدموا الصواريخ وقذائف الهاون من أجل استئناف شن الهجمات الصغيرة على أهداف أمريكية ودول حليفة للولايات المتحدة منذ وفاة سليماني، وفي تطور لم يتم الإبلاغ عنه سابقا، يعتقد مسئولون أمريكيون أن إيران تمكنت من تعديل صاروخ روسي من طراز (إس إيه-6) أرض جو وحاولت إطلاقه على طائرة سعودية فوق اليمن يوم 14 فبراير الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن "تصرفات إيران على المدى الطويل، وكيفية ومدى استجابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها، تعد كلها من بين الأمور التي يتعين على القادة العسكريين الأمريكيين التحضير لها خلال الأشهر المقبلة".
وقالت : "إن احتمالات تكثيف إيران لجهودها من أجل إنهاء الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط تعد أيضا من أهم أسباب تسابق القادة العسكريين على توفير طرق حماية جديدة للقوات الأمريكية في المنطقة، والتي تتعرض الآن لمخاطر كبيرة، وذلك بالتزامن مع مراقبة مؤشرات تغيير السلوك الإيراني".
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة نشرت نحو 80 ألف عسكري في جميع أنحاء منطقة سيطرة القيادة المركزية الأمريكية؛ لمواجهة ما وصفه مسئولون أمريكيون بسلسلة من الاستفزازات الإيرانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها بدأت في الربيع الماضي.
ووضعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنظمة دفاع صاروخي إضافية في العديد من دول المنطقة على مدار العام الماضي غير أن طبيعة العديد من القواعد الأمريكية انكشفت بشكل واضح أمام إيران في 8 يناير الماضي عندما أطلقت طهران نحو 12 صاروخا باليستيا على قاعدتين تضمان القوات الأمريكية في العراق في أول هجوم من نوعه ضد القوات الأمريكية منذ حرب الخليج عام 1991.. وهو ما يمثل خطورة جديدة أمام القوات الأمريكية في المنطقة.