كان حلم زيارة الجنوب يراودني، خاصة بعد كل ما جري في عدوان الصهاينة علي لبنان في العام 2006 فقد كانت آخر رحلاتي للجنوب اللبناني في العام 2004، وقد بلغ مني الشوق مبلغه وأنا أتأهب لزيارة المناطق المحررة في الجنوب اللبناني.. كان موعد الانطلاق إلي الجنوب صباح الأحد قبل الماضي .. حيث احتشدت الاتوبيسات لتقل مئات المشاركين في المؤتمر في رحلتهم إلي آخر نقطة علي الحدود مع فلسطينالمحتلة في منطقة 'مارون الراس' التي كانت مثار حديث الإعلام الدولي والعربي حين صمدت قوي المقاومة في هذا الوقت في مواجهة قوات الاحتلال التي فشلت لأيام طويلة في قهر مجموعة قليلة من المقاومين اللبنانيين أبطال 'حزب الله'. كان الصديق اللبناني 'صابر الطيب' قد أخذ علي عاتقه أن يحملني معه في سيارته إلي الجنوب اللبناني عوضًا عن الأتوبيسات، ما يتيح لنا حرية الحركة في طريقنا إلي الجنوب دون الارتباط بالوفود الرسمية والطريق الذي تسلكه، حيث كان هدفي أن اتجول بعيدا عن هذا الطريق وعبر الامتدادات المختلفة لمناطق الجنوب المحررة .. وقد صحبني في الرحلة الزميل 'أمير فتحي' رئيس قسم المراسلين بقناة 'النيل للأخبار' المصرية. انطلقنا من وسط العاصمة 'بيروت' عند نحو الثامنة والنصف صباحًا من منطقة الحمراء، حيث اخذنا الطريق الساحلي من كوبري 'سليم سلام'..واتجهنا الي المدينة الرياضية وصولا الي 'خالدة'.. وهي اول المناطق باتجاه الجنوب، بعدها مباشرة مررنا بطريق 'الناعمة'.. ثم الي 'الدامور' ثم إلي 'الرميلة' وحتي 'نهر الاولي' الذي كان من أوائل الكباري التي قصفت خلال حرب 'تموز 2006' وهي منطقة شهدت محاولات انزال إسرائيلية متكررة إلا أنها باءت جميعها بالفشل الذريع.. ومن هناك بلغنا 'صيدا' عاصمة الجنوب اللبناني.. حيث توقفنا قليلاً عند قلعتها التاريخية 'البحرية' وكذلك 'البرية'.. بعد ذلك مررنا بمنطقة 'جبل النفايات' وحتي منطقة 'الغازية'..ومن الطريق الجنوبي السريع انطلقنا الي منطقة 'الزهراني' حيث توقفنا عند منطقة 'التبلين' والتي قصفت عدة مرات خلال حرب 2006، وتعرضت تلك المحاولة خلال الحرب لمحاولات انزال جوي اسرائيلي بالمدرعات وهي فشلت كذلك..