يحتفل مركز دراسات الكتابات الخطوط بمكتبة الإسكندرية بمرور عشر سنوات علي افتتاحه، وهو أحد المراكز البحثية غير النمطية في مكتبة الإسكندرية التي تعني بدراسة تاريخ الكتابة، ونشأتها وتطورها علي وجه الأرض منذ فجر التاريخ وحتي العصر الحالي، وتوثيق هذه الكتابات في صورة رقمية تحفظ لنا ذاكرة التاريخ. مر علي إنشاء مركز الخطوط عشر سنوات، تعددت وتنوعت فيها أنشطته وتشعبت في عدة محاور: فعلي الجانب الأكاديمي يقوم المركز بإصدار المطبوعات في مجال النقوش والكتابات، وإنجاز المشروعات البحثية ' قصيرة، متوسطة، طويلة الأمد'، بالإضافة إلي المؤتمرات العلمية التي تعتبر بؤرة التقاء متخصصي الخطوط والنقوش حول العالم. من اهم اهداف المركز الاهتمام بدراسة نشأة الكتابة وتطورها في جميع ثقافات وحضارات آلعآلم، وسد الثغرة القائمة نتيجة أن كل الدراسات التي تتعلق بالخطوط تتم إلي الآن بصورة تخصصية انعزالية واستهل مركز دراسات الكتابات والخطوط أنشطته التعليمية والأكاديمية في إبريل عام 2003 بانعقاد المنتدي الدولي الأول للخطوط والنقوش والكتابات في العالم. وكانت أحد أهم إصدارات المركز حولية 'أبجديات' السنوية التي تهدف إلي نشر أحدث الإكتشافات والنظريات الخاصة بالكتابات، والنقوش، والخطوط في العالم عبر العصور. وعلي مدار تاريخه، حرص المركز علي نشر الكثير من الدراسات المتعلقة بالخطوط والكتابات مثل: دراسة عن بعض البرديات القبطية الموجودة في المتحف القبطي، النقوش الصخرية في موريتانيا، قصور الحمراء، مجموعة نقوش من جبانة ممفيس في فترة مدينة هيراكليوبوليس. وحظي الخط العربي والنقوش العربية باهتمام مركز الخطوط. وتمثل هذا الاهتمام في حرصه علي نشر العديد من المشروعات البحثية والدراسات المرتبطة بالخط العربي وفنونه مثل مطبعة بولاق، والذي فاز عام 2007 بجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية، النقوش الكتابية الفاطمية علي العمائر في مصر، والذي فاز بجائزة أفضل كتاب لعام 2008 في إيران، شواهد القبور الأيوبية والمملوكية، ديوان الخط العربي في مصر، روائع الخط العربي بجامع البوصيري. ويعد أحد أهم أهداف مركز الخطوط تتلخص في دراسة وإبراز العلاقة بين التقنيات الحديثة والخطوط. وانطلاقا من هذا الهدف، اتجه مركز الخطوط إلي إنشاء المواقع الرقمية المختلفة التي تدعم هذا الهدف، ولعل أبرزها موقع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط. بدء العمل بهذا الموقع منذ عام 2004. وتم عمل حفل الافتتاح التجريبي للموقع في الأول من أكتوبر 2009، وبلغ إجمالي عدد النقوش في الافتتاح التجريبي 1500 نقش. أما الافتتاح الرسمي ففي أكتوبر 2012، وبلغ إجمالي عدد النقوش في الافتتاح الرسمي حوالي 3000 نقش. من نقوش اللغة العربية وبها 1420 نقش، نقوش اللغة المصرية القديمة وبها 1106 نقش، نقوش اللغة اليونانية القديمة وبها 408 نقش، نقوش اللغة التركية وبها 57 نقش، نقوش اللغة الفارسية وبها 46 نقش. أما الموقع الرقمي الخاص بمطبعة بولاق فهو يوثق تاريخ مطبعة بولاق أو المطبعة الأميرية كما كان يطلق عليها، والتي أنشأها محمد علي باشا ويبرز دورها في تحديث المجتمع المصري. ويتميز الموقع الرقمي لحولية أبجديات السنوية أنها تغطي مجالات دراسة، وتوثيق، وتحليل النقوش، والكتابات، والنقوش، والخطوط التي ظهرت في العالم عبر العصور، بدء من عصور ما قبل التاريخ وحتي العصر الحديث. وللمكانة المتميزة التي حققها المركز، اتفق المركز عام 2011 مع الجمعية الدولية لعلماء المصريات بتنظيم المؤتمر الدولي الحادي عشر للمصريات في سبتمبر عام 2013، الذي يعقد كل 12 عاما في مصر، ويعقد للمرة الأولي في مكتبة الإسكندرية. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر تتويجا لخبرة المركز في تنظيم والإعداد للمؤتمرات، تلك الخبرة التي اكتسبها عبر سنواته العشر من خلال تنظيمه للعديد من المؤتمرات الدولية والمنتديات التي شارك فيها علماء متخصصون من داخل وخارج مصر. أما الجانب التعليمي فيتمثل في تقديم المركز عدة أنشطة تعليمية تهدف لإيصال رسالته ألي المجتمع ومنها إقامة المعارض الدائمة والمؤقتة في مجال الخطوط والنقوش، وعقد ورش عمل تعليمية، وكذلك دورات متنوعة لتعليم الخطوط القديمة للأطفال والنشء والكبار، هذا بجانب محاضرات الموسم الثقافي التي تستهدف العامة والمتخصصين في هذا المجال. كما نظم المركز مسابقة بعنوان مسابقة 'في حب مصر.. الثورة بعيون الخط العربي'، تدور فكرتها الأساسية علي تصميم لوحات فنية خطية لأكثر الكلمات والأشعار والحكم التي ترددت في أجواء ثورة 25 يناير 2011. المسابقة كانت متاحة للشباب من سن 12-18 سنة. وحظت النقوش القبطية برعاية مركز الخطوط، وتمثل ذلك في عدة أصعدة، فمن حيث الإصدارات، قام المركز بإصدار كتاب دراسه عن بعض البرديات القبطية الموجودة في المتحف القبطي آلذي يتناول دراسه اللغة القبطية والتي تعد المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية القديمة. وفي سعي المركز الدائم لنشر الوعي بأهمية اللغة القبطية، قام مركز الخطوط بتنظيم دورات وورش عمل لتعليم اللغة القبطية تنوعت ما بين تدريس اللغة القبطية باللهجة الصعيدية، وتنظيم ورشة عمل للأطفال علي شكل رحلة زمنية في العصر القبطي بدءا من زيارة العائلة المقدسة لأرض مصر ثم دخول المسيحية مصر بزيارة مرقص للإسكندرية. وحظيت اللغة اليونانية القديمة بعناية واهتمام المركز، في حال الملف عمل المركز علي تنظيم دورات تعليم اللغة اليونانية القديمة، وهي واحدة من سلسلة الدورات التعليمية التي يقدمها المركز في مجال دراسات الخطوط واللغات القديمة. يأتي الاهتمام بتقديم هذه الدورة التعليمية لما للغة اليونانية القديمة من أهمية ميزت حقبة من تاريخ مصر القديم. حيث كانت اللغة اليونانية لغة العلم والتعليم في مصر والعالم لفترات طويلة. وانطلاقا من رؤية مركز الخطوط بضرورة تضافر جهود الإدارات المختلفة بالمكتبة من أجل تعميق إحساس الأطفال والنشء بالانتماء من خلال نشر الوعي التاريخي والثقافي، شارك المركز في إطار فاعليات 'اعرف تاريخ بلدك' الذي نظمته إدارة الزيارات والمؤتمرات بمكتبة الإسكندرية، بمجموعة من ورش العمل المتخصصة في تعليم الابجديات والخطوط.