قطع العشرات من أهالي مدينة كوم إمبو، شمال محافظة أسوان، مساء الخميس، الطريق الزراعي والسكة الحديد، وتجمهروا أمام كنيسة مار جرجس، بعد أن ترددت أنباء عن اختفاء ربة منزل مسلمة، 35 عاما، مدرسة ابتدائي، داخل الكنيسة لإجبارها علي اعتناق المسيحية. وتلقي اللواء حسن فؤاد عبد الحي، مدير أمن أسوان، إخطارا من مأمور مركز كوم أمبو يفيد بالتجمهر وقطع الطريق من عشرات المسلمين، وانتقلت قوات الأمن المركزي وقيادات الأمن إلي موقع الأحداث وتصدت الشرطة للأهالي أمام الكنيسة، وتجمعوا أمامها اعتقادا منهم باختفاء الفتاة بداخل الكنيسة، وبعد اتهام أسرتها لأقباط بأنهم وراء اختفائها نظرا لعلاقتها الطيبة بأصدقائها المسيحيات. كما حاول البعض الاعتداء علي الكنيسة واقتحامها، لكن قوات الأمن تصدت لهم. وأكد أهالي الفتاة منذ أيام أنهم أبلغوا الأمن عن اختفائها أكثر من مرة، لكن الأمن لم يحرك ساكنا للبحث عنها. وتدخلت قيادات الجماعة الإسلامية والسلفية، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والعقلاء من أبناء المدينة في محاولة لإقناع الأهالي بعدم تواجدها داخل الكنيسة واحتواء الموقف وإقناع الأهالي باتباع الإجراءات القانونية وعدم اللجوء إلي العنف. وأشاد الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف, بدور دعاة الوزارة في مدينة كوم امبو بمحافظة أسوان, في وقف الفتنة بين المسلمين والأقباط, ومنع الاعتداء علي الكنيسة, وتوجيه الأهالي إلي الحفاظ علي أمن واستقرار المدينة, وعدم الانسياق وراء الشائعات, وترك التحقيق في أمر اختفاء الفتاة للجهات المختصة بعيداً عن الإثارة والتهييج. ودعا وزير الأوقاف الدعاة إلي مواصلة تحمل مسؤوليتهم في تنقية الأجواء والتهدئة، وعدم التصعيد وتوضيح الموقف الإسلامي الرافض للعنف والداعي إلي احترام الآخر وتغليب مصلحة الوطن.