في الخامس عشر من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم الدولى للمرأة الريفية تقديرا وتعظيما لدورها التنموى، فهى رمز الكفاح والصبر والقوة، بل والشريك الأساسي في تنمية الاقتصاد الزراعى، حيث تمثل المرأة النسبة الأكبر من القوى العاملة فى هذا المجال، فضلا عن دورها غير مدفوع الاجر للعمل فى المنازل فى المناطق الريفية. ويذكر ان هذا اليوم قد تحدد بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 136/62 في 18 ديسمبر 2007، حيث جاء فى هذا القرار أنه "تسليماً بما تضطلع به النساء الريفيات، بمن فيهن نساء الشعوب الأصلية، من دور وإسهام حاسمين في تعزيز التنمية الزراعية والريفية وتحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في الأرياف". وفى هذا العام صدر تقرير الامين العام للأمم المتحدة عن النساء الريفيات والذى حمل عنوان "تحسين حالة النساء والفتيات في المناطق الريفية"، مستعرضا أهم الانشطة والفعاليات التى تبنتها الدول فى مجال تمكين وتحسين حالة النساء والفتيات فى المناطق الريفية مشيرا فى الوقت ذاته إلى مدى الارتباط بين سياسات التحسين المستهدفة والتغيرات المناخية، وذلك من منطلق أن تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك القدرة على الوصول إلى الموارد الإنتاجية والطبيعية، تزيد من غياب المساواة بين الجنسين في المناطق الريفية. ويختلف تأثير تغير المناخ على الأصول التي يتملكها الرجال عن تأثيره على تلك التي تمتلكها النساء، كما يختلف رفاه كل منهم فيما يتصل بالإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والصحة والمياه المأمونة ومصادر الطاقة، والهجرة والصراعات الناجمة عن تغير المناخ وكذلك الكوارث الطبيعية المتعلقة به. ولذا، جاء الاحتفال باليوم فى هذا العام تحت شعار "دور المرأة والفتاة الريفية في بناء المرونة والصمود لمواجهة تغير المناخ"، لإبراز الدور الهام الذي تلعبه النساء والفتيات الريفيات في مواجهة أزمة المناخ. والحقيقة انه رغم الاحتفال الذى نظمته بعض المنظمات المصرية للمرأة الريفية فى مدينة الاقصر بمناسبة هذا اليوم، والذى شهد عرض نماذج لنساء ريفيات ناجحات، وتكريمهن، وإطلاق مبادرة "واعية" لتفعيل دور المرأة الريفية في تعزيز الأعمال الزراعية بالريف المصري، وتوعيتهن بالكثير من القضايا الزراعية في الريف، بجانب افتتاح معرض للمنتجات الزراعية ومنتجات السيدات الريفيات، إلا أنه قد غاب عن هذا الاحتفال التغطية الاعلامية الواسعة التى تبرز هذا الدور وتعكس مدى الاهتمام الذى كان يجب على الدولة المصرية بأجهزتها المعنية الاهتمام به، صحيح ان المجلس القومى للمرأة أبدى اهتماما ملحوظا بهذا الامر، إلا أنه ظل اهتماما محدودا فى ظل غياب تام لجميع مؤسسات الدولة واجهزتها المعنية، الامر الذى يجب ان نلفت النظر إليه بأن بناء الامم والحضارات لا يمكن ان يكون بالانشغال إلا بالقضايا الحياتية الرئيسية فى المجتمع وبعناصره البناءة وعلى رأسها المرأة الريفية التى تمثل ثلث القوى العاملة للمرأة فى العالم طبقا لتقديرات الاممالمتحدة بأن من امرأة واحدة تعمل من بين كل ثلاث نساء في الزراعة.