شأنه شأن جماعة الإخوان الإرهابيين، هو كالحرباء المتلونة، لا مبدأ له ولا موقفًا ثابتًا، بل هى المصلحة.. أولاً وأخيرًا.. التى تحكم أفعاله. عن السلطان التركى الموهوم رجب طيب أردوغان أتحدث، والذى أثار ضده عاصفةً من الغضب بعد تصريحاته الأخيرة إثر الهجوم الذى استهدف منشأتى نفط «أرامكو» فى بقيق وخريص بالمملكة العربية السعودية، حيث قال - لا فض فوه!!- خلال مؤتمر صحفى مع نظيريه الإيرانى حسن روحانى والروسى فلاديمير بوتين فى أنقرة إن «علينا التمعّن بكيفية بدء الصراع فى اليمن، هذا البلد دُمّر بالكامل، فمن تسبب فى ذلك؟!». وأضاف: «بالطبع مع حدوث كل هذا الدمار، بدأ اليمنيون يتخذون استعداداتهم باستمرار، لا نتمنى رؤية مثل هذه التطورات، ولكن مع ذلك علينا التفكير بكيفية إعادة إعمار وإحياء اليمن»!! ويبدو أن أردوغان قد نسى - أو تناسى- تأييده الكامل ل «عاصفة الحزم» فى عام 2015م، حين قال فى تصريحات منشورة بوسائل الإعلام: «إن السعودية تعمل لصالح الأشقاء فى اليمن، وأن بلاده مستعدة لتقديم الدعم والإمداد مع تطور الأحداث، داعيًا إيران إلى التوقف عن التدخل فى الشؤون اليمنية»!! وأظن أنه لا مجال للغضب من هذا الأردوغان، لأنه باختصار يعبر عن «ثقافة الذات»، فهذا الديكتاتور لم يتورع عن اعتقال مئات الآلاف من الأتراك بتهم واهية، وعزل عشرات الآلاف من القضاة والإعلاميين وأساتذة الجامعات دون سند من القانون، فقط ليحكم هيمنته على الدولة، ويرسخ نهجه الديكتاتورى فى السيطرة على كل مفاصلها. وبينما كان يرفع هذا الموهوم شعار «صفر مشاكل» فى علاقاته مع الدول المجاورة منذ عدة سنوات، إذا به يشعل الأزمات والصراعات، ويتبنى رعاية التنظيمات الإرهابية بصفاقة، ويتورط حتى أذنيه فى كل مشاكل المنطقة، سعيًا منه لتعويض فشله فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى عبر حلم واهٍ بإقامة إمبراطوريته «العثمانية الجديدة» حيث امتطى جواد جماعة «الإخوان الإرهابيين» فى مصر وتونس وليبيا وسوريا للوصول إلى هذا الحلم المستحيل الذى تكسر على صخرة وعى المصريين فى ثورة 30 يونيو 2013م. وعلينا جميعًا ألا ننسى ذلك الخراب المستحكم الذى حل بأى مكان يتواجد فيه هذا الأردوغان وأذنابه، كما فى سوريا وليبيا، فضلًا عن قيامه بسرقة بترول سوريا والعراق.. جهارًا نهارًا.. إبان قيام دولة داعش المقبورة على أجزاء من أراضى الدولتين، إضافةً إلى التلبس بعلاج إرهابييها بالمستشفيات التركية، وأخيرًا قيامه بتسهيل هروب الدواعش إلى ليبيا وسيناء باعتراف أردوغان شخصيًا!!