أكد وزير الإعلام صلاح عبد المقصود أن القوي السياسية التي تتبني المقاطعة السياسية بهدف إسقاط النظام الحالي هي قوي واهمة. وأكد علي أن النظام الحالي لا يمكن إسقاطه لأنه يستند إلي أرضية شعبية واسعة وعلي الجميع أن يراعي هذه الحقيقة. وأضاف عبد المقصود في ندوة "الأزمة الإقتصادية وكيفية الخروج منها - رؤية المجتمع المدني" التي نظمها منتدي حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية مساء "الأربعاء" - أن خروج 20 ألف متظاهر لن يسقط النظام الحالي وإستنساخ معالم الثورة المصرية العظيمة لن يسقط النظام الحالي ورفع لافتات كانت ترفع أيام النظام السابق لن يسقط النظام الحالي الذي يستند إلي شعبية واسعة ". ودعا عبد المقصود وسائل الإعلام - لاسيما الخاصة منها - إلي عدم إشاعة الفرقة بين المصريين , مضيفا "الإعلام عليه دور كبير في المرحلة الحالية والكثير من برامج التوك شو خاصة في بعض القنوات الفضائية لا تبحث إلا عن الغريب والشاذ ثم تعممه". وقال " المصالحة الوطنية يجب أن تشمل الجميع لأنه لا يمكن أن ينفرد فصيل أو حزب واحد بإدارة هذه البلد العظيمة بما في ذلك أعضاء الحزب الوطني 'المنحل' فلا يمكن أن نحاسب ملايين من أعضائه بجريرة بضع مئات , فالكثيرون إنضموا له لتوفير الأمان الوظيفي او المالي أو الشخصي كما أن النظام السابق كان يطبق مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا". وتابع أنه " لا يمكن إقصاء أي فصيل سياسي أو ديني لأن الحوار الوطني هو الحل". وأقر وزير الإعلام بصعوبة الوضع الإقتصادي الحالي إلا أنه قال "ثمة ضوء في نهاية النفق ونحن نعمل للوصول إليه", مشيرا إلي أن هناك إستثمارات قطرية وسعودية وكويتية ستنفذ قريبا وقال "نأمل أن يتحسن الأمر ". وتابع عبد المقصود " هناك جهود تبذل رغم صعوبة الوضع الإقتصادي ونعمل حاليا علي إغلاق منابع الفساد في المؤسسات الحكومية مما سيوفر الكثير", مشيرا إلي أن الحد الأقصي للأجور مطبق علي جميع العاملين بالدولة بدءا من رئيس الجمهورية وكل الوزراء. من جانبه , أكد الدكتور حازم الببلاوي - نائب رئيس الوزراء وزير المالية الأسبق - أن مصر تواجه مشكلة إقتصادية دقيقة علاجها ليس إقتصاديا , وقال "الأمن والإستقرار هما مفتاح حل الأزمات الإقتصادية". وقال الببلاوي في مداخلته خلال الندوة "الإقتصاد يتعامل مع المستقبل وإذا كان المستقبل غير واضح فلا يمكن حل المشاكل الإقتصادية وهو ما نعاني منه في مصر الآن ", مضيفا "المستثمر يستطيع أن يتعامل مع أي مشاكل موجودة في الواقع إلا مشكلة واحدة هي عدم اليقين فإذا كان مستقبل المشروع غير واضح فلماذا سيقيمه المستثمر". وطالب الببلاوي الحكومة الحالية بتطبيق سيادة القانون وعدم هز الثقة في القضاء وتوفير المعلومات الصحيحة للمستثمرين لأنه في غيابها لن يقدم أحد علي الإستثمار في مصر. وأعتبر الببلاوي أن الإقتصاد المصري أظهر خلال العامين الماضيين أنه إقتصاد قوي بدليل صموده أمام هذا الكم من الأزمات والمشاكل الإقتصادية. من جهتها ، إعتبرت الدكتورة هناء خير الدين عضو مجلس الشوري السابق أستاذ الإقتصاد بكلية الإقتصاد والعلوم السياسي بجامعة القاهرة في مداخلتها خلال الندوة أن المشاكل الإقتصادية التي يتعامل منها مصر حاليا سببها مشكلات غير إقتصادية أهمها غياب الأمن وعدم عودة الشرطة لتأدية دورها كما ينبغي ، إضافة إلي الإنفلات السلوكي من قبل المواطنين وإستمرار الفساد ومناخ التخوين وعدم الثقة السائد في المجتمع المصري. وأعتبرت خير الدين أن وسائل الإعلام تصيب المواطنين بالإحباط لأنها تركز علي موضوعات تافهة ويعتمد علي غير ذوي الكفاءات , ودعت وسائل الإعلام للقيام بدورها في مكافحة الفساد. وحذرت خير الدين من أن العجز في الموازنة سيصل خلال السنة المالية 2013 -2014 إلي 12% وطالبت بإعادة النظر في المصروفات غير الضرورية وغير العادلة ودعت إلي تحسين مناخ الإستثمار لجذب المزيد من الإستثمارات الأجنبية .