أعرب الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي عن امله في ان تتجه الاطراف المعنية بالازمة السورية نحو حل لواقع "ما زال مقلقا"، وذلك أثر لقائه الاثنين الرئيس بشار الاسد الذي اكد حرصه علي نجاح اي جهود "تحفظ سيادة الوطن واستقلاله". وقال الابراهيمي بعيد عودته الي مقر اقامته في فندق شيراتون في دمشق، ان "الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الاطراف كلها ان تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع اليه"، بحسب ما نقلت صحافية في وكالة فرانس برس. وأضاف "تشرفت بلقاء السيد الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة". واضاف "كالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل" لحل الازمة المستمرة منذ 21 شهرا. وأوضح الموفد المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية، ان الاسد تحدث عن "نظرته لهذا الوضع"، وأنه بدوره قد تحدث عما رآه في الخارج في المقابلات التي اجراها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي يري كمبعوث دولي انه يمكن ان تتخذ لمساعدة الشعب السوري علي الخروج من هذه الازمة". وأجري الابراهيمي الذي عين في منصبه في آب/اغسطس الماضي خلفا لكوفي انان، سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الدول المعنية بالنزاع السوري، آخرها في السادس من كانون الاول/ديسمبر الجاري مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف. من جهته، اكد الاسد للابراهيمي "حرص الحكومة السورية علي انجاح اي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله"، بحسب ما جاء في شريط عاجل بثه التلفزيون الرسمي السوري. واوضحت القناة الرسمية ان الطرفين بحثا في "التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الاممي '...' والمباحثات ودية وبناءة". من جهتها، اشارت وكالة الانباء السورية الرسمية 'سانا' الي ان اللقاء حضره عن الجانب السوري المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومعاون الوزير احمد عرنوس. وكان الابراهيمي وصل الي دمشق الاحد في زيارة غير معلنة، قادما عن طريق البر من مطار بيروت. وخلال زيارته الاخيرة الي دمشق والتي استمرت من 19 الي 24 تشرين الاول/اكتوبر التقي الوسيط الدولي الرئيس الاسد وعددا من كبار المسؤولين السوريين. ويومها تفاوض الابراهيمي علي هدنة بمناسبة عيد الاضحي واعلن عن اتفاق طرفي النزاع علي الالتزام بها طيلة ايام العيد، ولكن هذه الهدنة لم تصمد الا ساعات معدودة. وتأتي محادثات الابراهيمي والأسد بعد يوم واحد من مقتل ما لا يقل عن 109 أشخاص في قصف شنته القوات النظامية علي مخبز في بلدة حلفايا بريف حماة بوسط البلاد. وقال ناشطون في دمشق إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة طوال ساعات الليلة في شارع خالد بن الوليد بالعاصمة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة بدمشق ، كما أفاد بتعرض عدة أحياء في حلب وريف دمشق لقصف عنيف من قبل قوات النظام. وأوضح المرصد أن نحو مئتي سوري قتلوا الاحد بينهم 157 من المدنيين والمعارضين المسلحين ، إضافة إلي نحو 46 من القوات النظامية.