قال أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية إن نجاح القمة الثقافية يتوقف على الإعداد الجيد لها ، وان الأمانة العامة للجامعة تعتزم أن تنخرط في جهد متواصل بالتنسيق الوثيق مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الالكسو) ومع موسسة الفكر العربي وصفوة من أهل الاختصاص لضمان أن تحقق هذه القمة أهدافها وفِي مقدمتها تحديد الثقافة العربية بالمعنى الشامل بعلاقتها بتراثها من جهة وصلتها بالحضارة الإنسانية المعاصرة من جهة أخرى . جاء ذلك في كلمته على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية خلال فعاليات احتفالية وزارة الثقافة المصرية بعيدها ال 60 والذي يتزامن مع انعقاد الدورة ال21 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشئون الثقافية في الدول العربية وبحضور مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الالكسو ) سعود هلال حربي ووزراء الثقافة العرب ومن يمثلونهم. وقال إن القمة العربية التي انعقدت في الظهران في المملكة العربية السعودية في أبريل الماضي اتخذت قرارا بتكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والالكسو للتحضير لانعقاد القمة الثقافية الأولي. وأضاف أن فكرة القمة الثقافية تعود لما يزيد عن ثماني سنوات، وأن الأمير خالد الفيصل أول من دعا لعقد هذه القمة، مشيرا إلى أن هذا القرار يعكس التزاما سياسيا على أعلى مستوى في الدول العربية لقضية الثقافة و يمثل إدراكا لخطورة هذه القضية. وتابع أن الأمانة العامة أعدت ورقة تحمل مقترحات وأفكار حول أهداف القمة ومحاورها والإعداد لها ، ونتطلع إلى الحصول على آراء ومقترحات كافة الدول العربية بشأن هذه الورقة و أهداف القمة. واستطرد أبو الغيط قائلا ، إننا نأمل جميعا أن تساهم هذه القمة في تعزيز الواقع لدى مجتمعاتنا في قضية الثقافة باعتبارها حجر الزاوية في أي مشروع نهضوي. ولفت إلى أن الثقافة العربية تقف اليوم في مفترق طرق حقيقي وتواجه سؤالا صعبا كيف تجدد نفسها ممن غير أن تفقد هويتها وامتداداها في جذور التاريخ، و كيف تتماشى مع هذا العصر دون أن تذوب في تياراته العاتية. وقال إنه سؤال مطروح على مجتمعاتنا و حكوماتنا على حد سواء والإجابة عليه ليست من باب النشاط الذهني وحقيقة الأمر أن مستقبلنا وموقعنا من الحضارة العالمية يتوقف على تعاملنا مع هذه المعضلة الصعبة. وتابع أن السنوات الماضية أثبتت أن الثقافة ليست نشاطا تكميليا بل أنماط لحركة المجتمع والمحرك الحقيقي للأحداث ولم يعد خافيا أن الثقافة وما يرتبط بها من منظومات التعليم والإعلام يعد في حقيقة الأمر قضية من قضايا الأمن القومي بل هي اخطر هذه القضايا ذلك لأنها تتصل اتصالا مباشرا بالوعي السائد في المجتمع واداركه لذاته وشعوره المشترك بالرابطة التي تجمع أبناءه، مشيرا إلى أن المجتمعات من دون ثقافة وطنية عصرية جامعة تفقد نسيجها وعناصر الوحدة بين ابنائها بل تفقد الاتصال والتواصل عبر الأجيال . وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية ،عن اعتزازه بالثقافة العربية وموقعها المتميز في الحضارة العالمية وفِي المسيرة الإنسانية، واعتزازه بإسهامها في الماضي ووجودها المتجدد في الحاضر ، مشددا على ضرورة التحدث عن ما أصاب هذه الثقافة وأسباب التراجع . ونوه إلى أن ثقافات الشعوب لا تعيش على إنجازات الماضي بل هي تطلب التطور والتجديد، وهنا علينا أن نسال أنفسنا هل ما زالت ثقافتنا العربية قادرة على ملاحقة هذا العصر بمنجزاته العلمية والإنسانية؟ هل تعيش عصرها بل ثقافتنا تعيش في عصر مضى ؟ هل هي مشدودة إلى المستقبل فيما تطرحه من أسئلة وأفكار ونقاشات، أم هي أسيرة من الماضي وأفكار مضى زمنها ونقاشات لا تنتمي إلى العصر؟ وتابع أن الثقافة العربية تدفع اليوم ثمنا فادحا جراء حالة الفوضى والاضطراب و الصراعات التي سادت بعض دولنا خلال السنوات الأخيرة " هذه السنوات التي سميناها خطأ بالربيع .. بعض من اهم معالم التراث العربي والتي تنتمي للتراث الإنساني دمرت أو شوهت على ايدي عصابات الإرهاب.. هناك جيل كامل من الطلبة العرب تلاميذ العرب أطفال العرب يعانون الضياع وخسارة سنوات الدراسة بسبب هذه الحروب يكفي أن نشير إلى أن بعض من أبناء اللاجئين السوريين العرب لا يدرسون العربية بل يدرسون لغات أخرى كالتركية، الألمانية، الصربية، اليونانية أو غيرها". وأشار إلى الخطاب المتطرف الذي يسود هذه الأزمنة و الرافض للآخر والمنغلق للذات ويتجه للماضي . وقال ،على كافة المهتمين بالعمل الثقافي ألا يكتفوا بنقل الخطاب المتطرف والمنغلق ، علينا أن نعمل معا على تطوير خطاب مضاد تنويري معاصر يربط الثقافة العربية بعصرها وتراثها الحقيقي وهو تراث إنساني . واختتم أبو الغيط كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى مصر لاستضافتها لهذه الدورة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب وخص بالشكر وزارة الثقافة المصرية والوزيرة إيناس عبد الدايم للجهد المتميز لإنجاح فعاليات المؤتمر وكذلك وجه الشكر "للالكسو" ولمديرها سعود هلال حربي على الإعداد الجيد لهذا المؤتمر .