إفتتاحية "نيوز داي" في أحد أعدادها في شهر مايوم من العام 2004 ، جاءت الافتتاحية بعنوان : " الأخضر الابراهيمي .. دبلوماسي خرج عن النص " ، حينها كان الابراهيمي مبعوثا خاصا للامم المتحدة في العراق ، وصفته حينها الادارة الامريكية ب "الشخص المناسب للقيام بالمهمة المطلوبة " ، حيث وضع بوش كل ثقته في ذلك السياسي الجزائري المحنك . لكن الابراهيمي وقتها خرج عن النص .. عندما هاجم العمليات التي كانت تقوم بها القوات الامريكية ضد عناصر المقاومة ، لم يتوقف الامر علي ذلك إلا انه هاجم وقتها خطة شارون الاحادية بفك الارتباط عن الفلسطينين وهاجم و هاجم امريكا مرة اخري عندما هاجم دعمها غير العادل لاسرائيل ، أما ألان و حيث أن الرجل الذي خرج علي الناس يتقلد منصباً جديداً في مهمة يصفها البعض بالمستحيلة و أخرون بانها "مهمة بلا جدوي" ، يقوم الابراهيمي بدور المبعوث الاممي عن الاممالمتحدة ،والعربي عن الجامعة العربية ، لحل الازمة السورية حلاً عادلا ودبلوماسياص يوقف حمام الدم المستمر وعمليات القتل التي لم تتوقف حتي كتابة هذه السطور. مهمة الابراهيمي في سوريا تتفاقم يوما بعد آخر ، وتزداد صعوبتها مع كونه لا يحمل خطة عمل واضحة يسير عليها ، لقاءات الابراهيمي المتعددة مع رموز النظام او المعارضة في سوريا أو حتي مع زعماء و وزراء خارجية دول المنطقة لا تجدي نفعاً حتي ألان لحل الأزمة ، يراها البعض و أنا منهم علي الأقل حتي ألان أنها فرصة للنظام لمزيد من القتل والقمع و انتهاك حقوق الانسان و هدم المزيد من البنيان ، الاممالمتحدة والدول العربية و الابراهيمي نفسه ينتظرون جميعاً حل لن يأتي في المستقبل القريب ، وربما لن يأتي أبداً ، فمشاهد القتل والهدم و فرار اللاجئين قد باتت مشاهد مألوفة وهو ما يجعل الحل الدبلوماسي أمراً محالاً، روسيا كحليف لنظام الأسد تري أنه من السابق لأوانه تقييم مهمة الابراهيمي ، لكن متي يحين الوقت لتقييم مهمته خصوصا مع استمرار هدر الدماء السورية دون توقف ؟! ألان .. نحتاج من هذا الدبلوماسي المحنك أن يخرج عن النص مرة اخري ، ليمارس الدبلوماسية المدعومة بروح العدل والحق والوقوف الي جانب الانسانية أكثر من الوقوف علي خط المنتصف أو ما يسمي بالحياد ، فليعمل الابراهيمي علي اساس ان ثمة شعب يريد ان يتحرر أكثر من كون الامر نزاعاً اهلياً أو انشقاق مسلح او كما يصف النظام ذاك الوضع بأنه حرب علي الجماعات الارهابية المتطرفة ، الوضع لم يعد يحتمل مزيد من إضاعة الوقت ، و قد تكون هذه هي الفرصة الدبلوماسية الأخيرة امام نظام الأسد قد يترك سوريا للسوريين ، مثلما فعل جيرانه من انظمة مبارك وبن علي و القذافي و علي صالح ، هي فرصة أخيرة للأسد يجب إستغلالها قبل فوات الأوان ، ومهمة أخيرة للابراهيمي نتمني ألا تنتهي كنهاية مهمة كوفي انان !