أعلن رئيس حزب (القوات اللبنانية) الدكتور سمير جعجع، أنه اتفق مع رئيس الجمهورية ميشال عون، على "خريطة طريق" لحل الأزمة الأصعب والأعقد أمام تشكيل الحكومة، والمتمثلة في الخلاف بين التيارين المسيحيين الرئيسيين في لبنان وهما التيار الوطني الحر والقوات على الحصص الوزارية بالحكومة الجاري تشكيلها حاليا، وهي الأزمة المعروفة ب "العقدة المسيحية". وقال "جعجع" في مؤتمر صحفي عقده بقصر بعبدا الرئاسي عقب الاجتماع الذي عقده مع الرئيس ميشال عون، اليوم الاثنين، إن تأييد حزب القوات اللبنانية للرئيس عون أمر مطلق ومفروغ منه..مؤكدا أن الاجتماع كان جيدا وتناول أيضا أهمية سرعة تشكيل الحكومة، وهو الأمر الذي كان محل اتفاق بينهما. وأشار إلى أن الحديث تطرق إلى علاقة "القوات" بالتيار الوطني الحر، لافتا إلى أنه يعتبر أن حصة الوزراء المسيحيين التي تتحدد ب 15 وزيرا في حال كان تشكيل الحكومة من 30 حقيبة وزارية، هم بأكملهم حصة للرئيس ميشال عون في الحكومة. وأضاف: "قلت للرئيس إن لديه حزبين بإمكانه أن يتكل عليهما، وليس حزب واحد"..في إشارة إلى دعم حزب القوات اللبنانية للرئيس ميشال عون إلى جانب التيار الوطني الحر الذي كان "عون" يتزعمه قبل توليه منصب رئيس الجمهورية في لبنان. وقال جعجع إن اجتماعه مع الرئيس ميشال عون، تطرق أيضا إلى تشكيل الحكومة ككل، وليس فقط الأزمة بين القوات والتيار الوطني الحر، مشيرا إلى أنه أعطى رأيه ل "عون" في شأن كافة جوانب التشكيل. وأكد "جعجع" أنه لم يضع فيتو (اعتراض) على أحد (لتولي حقيبة وزارية) اتساقا مع مبدأ أن القوات لا يقبل بأن يقوم أحد بوضع فيتو عليه، لأن الممانعات والاعتراضات لا تؤدي إلى تقدم إلى الأمام، خاصة وأن الجميع يريد تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن انطلاقا من الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون. وأشار إلى أنه لن يتم الكشف عن طريقة التمثيل والأعداد (الحصص الوزارية) التي تم التطرق إليها في اجتماعه مع الرئيس عون، لأن تناولها إعلاميا "يزيد من تعقد الأمور". وقال إن "عون" أبلغه أن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على قدم المساواة بالنسبة إليه، وأن خريطة الطريق المتفق عليها ستحدث تقدما خلال الأيام المقبلة.. مشيرا في ذات الوقت إلى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعتبر تعامله مع حزب القوات هو الشيء الطبيعي، وأن "العلاقة الباردة" في الماضي كانت شيئا غير طبيعي. وأضاف أن التواصل سيعود مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.. مشددا في ذات الوقت على أن حزب القوات اللبنانية "يميز" في التعامل بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والتيار الوطني الحر، وهذا أمر طبيعي، لأن "عون" هو رئيس الجمهورية والجميع، وهذا لا يعني دس الدسائس بين التيار وعون.