بخطي ثابتة تتجه الكرة المصرية نحو نفق مظلم لا يعلم أحد نهايته وذلك علي خلفية الصراع الشرس الدائر بين اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة والقائمة الانتخابية للمهندس هاني أبوريدة من جهة وجبهة الأندية المعارضة وممثليها في انتخابات الجبلاية من جهة أخري، والمعروف أن صراع الطرفين زادت حدته بعد صدور القرار الأخير للجنة الطعون المشرفة علي انتخابات الجبلاية الخاص بإلغاء الانتخابات بسبب بطلان الاجتماع الطارئ الأخير الذي عقدته أندية الجمعية العمومية قبل شهر من الآن. الغريب أن أبوريدة ومسئولي الجبلاية ومنذ اللحظة الأولي لصدور قرار إلغاء الانتخابات لم يترددوا في التلويح بعصا اللجوء إلي 'الفيفا' مهددين بتصعيد الموقف احتجاجًا علي قرار لجنة الطعون الذي اعتبروه تدخلاً في شئون كرة القدم تحظره لوائح الفيفا وتعاقب عليه بجزاءات مشددة تصل إلي حد تجميد النشاط الكروي للأندية والمنتخبات بأكملها. وعلي خطي أبوريدة وتنفيذية الجبلاية نفسها سارت جبهة الأندية المعارضة وقائمتها التي كانت تستعد لخوض الانتخابات والتي يتصدرها الثنائي إيهاب صالح وأسامة خليل، حيث خرج إيهاب صالح بالعديد من التصريحات المرحبة بقرار إلغاء الانتخابات الذي اعتبره نصرًا لأندية المعارضة وتأكيدًا علي صدق الاتهامات التي سبق أن وجهتها لمسئولي اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة، إلا أن صالح لم يفته كذلك التهديد باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الجبلاية في حال رفضت الأخيرة تنفيذ قرار لجنة الطعون ملوحًا بإمكانية لجوئه إلي الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية 'كاس' لضمان تنفيذ القرار المشار إليه. الغريب أن طرفي الصراع علي حكم الجبلاية وفي خضم معركتهم للسيطرة علي مقاليد الحكم في اتحاد الكرة أثبتا أن مصلحة الكرة المصرية تأتي في ذيل اهتماماتها وأن الكراسي والمناصب في حد ذاتها هي الهدف الحقيقي لكليهما وإن اختلفت وسائل كل جبهة للوصول إلي أهدافها. يزيد من أوجاع جبهة أبوريدة أنهم سيكونون مضطرين لإعادة 'التربيط' مع أندية الجمعية العمومية مجددًا لضمان تمرير التعديلات التي طلبت الفيفا ادخالها علي لائحة الجبلاية وهي التعديلات التي ينتظر إقرارها من خلال اجتماع طارئ للجمعية العمومية يتحدد موعده لاحقًا بدلًا من الاجتماع الذي أقرت لجنة الطعون بطلانه. في المقابل تسعي جبهة الأندية المعارضة الي تفادي الأخطاء التي وقعت فيها في الاجتماع 'الباطل' وإعادة تنظيم صفوفها لإحباط مخطط جبهة أبوريدة لتمرير الاجتماع المقبل بسيناريو سابقه، جبهة المعارضة بدأت تعد العدة مبكرًا لتوجيه ضربة أخري لقائمة أبوريدة وذلك من خلال حشد الأندية للموافقة علي إدخال بعض البنود علي اللائحة يتم بموجبها اقصاء عدد من قيادات قائمة أبوريدة في السباق الانتخابي المقبل. وتنظر كلتا الجبهتين إلي اجتماع العمومية الطارئ باعتباره مؤشرًا لما ستشهده الانتخابات، خاصة وأن نجاح أي من الجبهتين في توظيف هذا الاجتماع لصالحها والخروج بنتائج منه تخدم أهدافها، بما يعني اقترابها من تحقيق الانتصار في انتخابات مجلس الجبلاية المقبلة.