سناء السعيد هل ما يجري في سوريا اليوم يشي بأن الأسوأ قادم؟ لعل التقرير الذي أصدره المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن في الخامس والعشرين من يوليو يؤكد ذلك، فلقد كشف أن التخطيط لتدخل عسكري محتمل في سوريا يجري تنفيذه حالياً في عواصم غربية وتركيا والأردن، وأن هذا التحرك يتم بدافع المخاوف من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية السورية ُفي الأيدي الخطأ ومنع الحرب الأهلية المتفاقمة في سوريا من الانتقال إلي دول الجوار. لاشك أن الغرب الذي تقوده أمريكا يُصعَّد المواقف عْمداً ويستخدم الحديث عن الأسلحة الكيماوية كذريعة لتبرير أن تحرك عسكري قادم ضد سوريا رغم أن النظام السوري تعامل مع ملف الأسلحة الكيماوية من منطلق المسئولية بل وشرع بنقل جزء من أسلحته الكيماوية من مخازنها الاعتيادية إلي قواعد عسكرية بعيدة عن بؤر المواجهات وإلي قواعد شديدة الحراسة واتخذ تدابير أمنية مشددة لمنع سقوط هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ. ولكن تظل إسرائيل مسكونة بالشك والقلق معاً حيال قيام دمشق بنقل الأسلحة الكيماوية التي بحوزتها إلي حزب الله. وفي هذا السياق لم تتردد في أن تهدد باستعدادها للقيام بعملية عسكرية لمنع دمشق من تهريب هذا السلاح إلي حزب الله وهو ما حذر منه 'ليبرمان' وتحدث عنه بوصفه خطاً أحمر، وشرع يهدد بأن إسرائيل ستقوم بالرد بقوة إذا حدث وتم نقل الأسلحة الكيماوية إلي حزب الله. ويأتي هذا رغم ما تؤكده مصادر إسرائيلية عليمة بأنه لا توجد أية إشارات أو نية لنقل الأسلحة الكيماوية لحزب الله، بل وتأكيدها أن الرئيس 'بشار' يبذل جهوداً لمنع سقوط الأسلحة الكيماوية في أيد غريبة، وعلي الرغم من ذلك يواصل الكيان الصهيوني التهديد العلني والدبلوماسي السري بضرب مخازن الأسلحة الكيماوية السورية خشية انتقالها لحزب الله وتنظيم القاعد علي وجه الخصوص. وكان لابد لسوريا من مواجهة سلسلة التهديدات ضدها فجاء بيان الدكتور 'جهاد مقدسي' الناطق الرسمي للخارجية السورية عندما كشف في إعلان مفاجئ عن ترسانة الأسلحة الكيماوية وعندما وجَّه تهديداً صريحاً بأنه سيجري استخدامها في حال تعرض سوريا لأي هجوم خارجي الأمر الذي أربك أمريكا وإسرائيل معاً. واليوم تؤكد كل المؤشرات أن الأسلحة الكيماوية في مكان آمن بوصفها قوة الردع الأبرز لدي النظام في مواجهة إسرائيل، ولاشك أن سوريا حريصة علي إدخارها للأوقات الصعبة ولن تُفرط فيها تحت أي ظرف من الظروف لاسيما مع تصاعد التهديدات التي تستهدفها من دول الجوار العربي والتركي والإسرائيلي، لقد تعمَّدت سوريا الحديث عن السلاح الكيماوي والذي تم تطويره كرادع من أجل تحذير الرأي العام العالمي من مغبة شن أي هجوم خارجي ضدها.