أظهرت نتائج جزئية كشفت عنها المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا ان التحالف الوطني المعتدل بزعامة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل حقق انتصارا ساحقا علي الاحزاب الاسلامية المنافسة في اول انتخابات حرة في البلاد منذ اكثر من 40 عاما. وكشفت عمليات احصاء الاصوات الخميس ، في شتي انحاء البلاد عن هزيمة مدوية للجناح السياسي للاخوان المسلمين في ليبيا في اتجاه مخالف للنجاح الذي حققته الجماعات الاسلامية في بلدان عربية اخري من دول الربيع العربي مثل مصر وتونس. وليس من المتوقع اعلان النتائج الرسمية الكاملة قبل الاسبوع المقبل لكن مع الانتهاء من فرز معظم الاصوات تأكد تقدم تحالف جبريل بشكل لا يمكن تغييره في طرابلس والجنوب وبنغازي مهد الانتفاضة في الشرق. وقال المحلل السياسي الليبي ناصر أحداش ان الناس رأوا في جبريل الذي تعلم في الغرب وكان رئيس الوزراء خلال الانتفاضة العام الماضي انفتاحا علي بقية العالم وراق لهم هذا الانفتاح بعد ان اغلق القذافي الابواب عليهم. وفي دائرة وسط طرابلس حصل التحالف الذي يضم زهاء 60 حزبا معتدلا علي 46 ألف صوت مقابل اربعة الاف فقط لحزب العدالة والبناء وهو الجناح السياسي للاخوان المسلمين في ليبيا. وقال أيمن عبودة عامل النفط البالغ من العمر 35 عاما "انا صوت لصالحه، وأرجو أن يصبح لليبيا الآن مستقبل جيد وتظهر النتائج ان اختياري كان سليما." وأمام المنافسين الآن فرصة للطعن في نتائج التصويت قبل إعلان النتائج النهائية وفضلا عن ذلك فإن تقدم التحالف الوطني علي المستوي الوطني لا يعني بشكل تلقائي حصوله علي الاغلبية في المؤتمر الوطني المؤلف من 200 مقعد لأن معظم المقاعد خصص للمرشحين المستقلين الذين يصعب تحديد انتماءاتهم السياسية. ومن المقرر ان يختار المؤتمر الوطني العام رئيسا للوزراء وحكومة قبل التحضير لانتخابات برلمانية كاملة العام القادم، وتتردد تكهنات بأن جبريل قد يخرج من هذه العملية وقد أصبح الزعيم القادم لليبيا وربما رئيس الدولة إذا اختار الدستور الجديد ذلك الشكل من الحكم.