الأزمة السورية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم فكلما نجح الجيش السورى بمساعدة الروس فى تحرير منطقة من أيدى الميلشيات المسلحة الموالية لأمريكا؛ وقفت أمريكا لهذا النجاح بالمرصاد من خلال ذريعة السلاح الكيماوى الذى تدعى أن الجيش السورى يستخدمه ضد المدنيين وهى فى الحقيقة ذريعة واهية تستخدمها أمريكا فى كل مرة ترى فيها أن الاستقرار بات قريبا من هذه الدولة المنكوبة التى لاتكاد تخرج من أزمة حتى تقع فى أخرى والمواطن السورى هو من يدفع الفاتورة فى كل مرة يدفع حياته وأرضه وكل مايملك ثمنا لأطماع غربية واقليمية تتنازع على أرضه.ان حربا بالوكالة تدور رحاها بين أمريكا وحلفائها وروسيا وحلفائها .فهناك الفريق الروسى الايرانى الذى تواليه الحكومة يقابله الفريق الغربى الامريكى ويواليه فصائل المعارضة المسلحة المزعومة وكل فريق يريد السيطرة على الآخر غير عابئين بما يعانيه الشعب السورى من تلك الحرب فالكل يبحث عن مصالحه الشخصية وهناك طرف آخر يلعب مع الفريقين لمصلحته البحتة فقط وهو الجانب التركى الذى يرى الآن فى سوريا حلمه القديم فى السيطرة على تلك المنطقة وبسط نفوذه عليها وهو قد بدأ بالفعل فى احتلال أجزاء منها على الحدود متخذا الاكراد ذريعة لأطماعه فيها. الغريب فى الأمر أن تقام كل المؤتمرات والمحادثات بشأن الأزمة السورية بين أطراف عديدة من الخارج ليس فيها للأسف أى طرف عربى وهى دولة عربية وعضو فى جامعة الدول العربية وهى شأن عربى خالص غير أن غياب الدور العربى هو من يزيد المشكلة تعقيدا فالحل العربى للأزمة السورية هو الحل فلاتوجد أطماع عربية لدى سوريا ولكن كل مايهم الدول العربية هو الشعب السورى ووحدة أراضيه وعدم تقسيم تلك الدولة الغالية على الوطن أما الدول المتصارعة فلها أطماعها المعروفة لدى الجميع .ولهذا فأمام الجامعة العربية فرصة أخيرة من خلال الاجتماع السنوى للدول العربية فى الرياض لمناقشة تلك الأزمة التى تخص العرب وحدهم وهناك اقتراح بأن ترسل الجامعة العربية لمندوبين من مجلس الأمن ومن روسياوأمريكا لحضور مناقشة هذه الازمة من خلال الجامعة العربية ووضع حل لمعاناة الشعب السورى .إن مايحدث من تدمير لهذا البلد العريق تحت سمع وبصر العالم هو عار على الانسانية جمعاء فعلى الدول العربية أن تفعل شيئا من أجل هذا البلد وهم قادرون إن اتحدوا...