ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء، أنه علي الرغم من أن الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي أحد منتقدي سياسات الولاياتالمتحدة، إلا أنه قد يكون حليفًا محتملًا في المستقبل ، فيما اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي سيواجه مهمة شاقة فور توليه زمام الأمور تتمثل في تشكيل حكومة جديدة. وقالت الصحيفة في سياق تعليق أوردته بموقعها علي شبكة الإنترنت إن المسئولين الأمريكيين والخبراء قد أعربوا عن تفاؤل -وإن كان حذرًا- إزاء آفاق تأسيس علاقات بناءة مع الرئيس المصري الجديد، خصوصا أن مرسي ومعاونيه قد أبدوا بدورهم تفاؤلا حيال مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، حتي وإن كان تفاؤلًا لم يخل من المحاذير. وأضافت أنه علي الرغم من ذلك فأن فوز الدكتور مرسي قد يبدو للوهلة الأولي بمثابة "كابوس" يؤرق مصالح واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، فقد سبق أن وجه الفائز الإسلامي انتقادات لاذعة للسياسات الأمريكية في المنطقة، واصفا الإسرائيليين "بالطغاة" ومشككًا في وقوف عناصر إرهابية وراء تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وأردفت الصحيفة تقول أنه بالرغم من كل التطمينات والتأكيدات من قبل الجانبين بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين بيد أنه لا تزال هناك شكوك وتساؤلات تطرح حول مدي الاعتماد طويل الأجل لمرسي علي الولاياتالمتحدة كحليف لبلاده "يتمثل أهمها في المدي الذي سيصل إليه نفوذ مرسي كرئيس جديد للبلاد - علما بأن الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري الحاكم قد قلص بالفعل صلاحيات الرئيس الجديد- 'حسب الصحيفة'، ذلك إضافة إلي تساؤلات أخري تطرح بشأن مدي امتنان مرسي الشديد لقادة جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها. ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن مسئول كبير بالإدارة الأمريكية -طلب عدم الكشف عن هويته- قوله "يطمح المسئولون الأمريكيون إلي تكوين انطباع قوي عن مرسي خلال زيارة يقوم بها مسئول أمريكي كبير إلي القاهرة". وأعرب المسئولون الأمريكيون -حسبما أوردته الصحيفة- عن آمالهم في تطويع المساعدات الأمريكية التي ترسل إلي مصر سنويا وتصل قيمتها إلي مئات ملايين الدولارات كأداة لتعزيز نفوذهم داخل مصر وبناء جسور الثقة مع إدارة الرئيس مرسي من خلال إيجاد مجالات ذات اهتمام مشترك. واعتبرت الصحيفة من جانبها تلك الجهود والتحركات من قبل الإدارة الأمريكية إنما هي "خطوات حتمية" لحماية والحفاظ علي معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، وقالت إنه علي الرغم من أن مرسي قد أوضح في تصريحات سابقة للصحيفة -خلال مقابلة أجريت معه عام 2011 حينما كان يشغل رئيس حزب الحرية والعدالة- أن إنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل ليست أولوية الآن غير أنه وصف الحالة الراهنة، التي آل إليها الصراع الفلسيطيني- الإسرائيلي "بغير المقبولة". ورأت صحيفة "واشنطن بوست" أن أحد القضايا التي من المتوقع أن يسعي المسئولون الأمريكيون حثيثا إلي معالجتها في محادثاتهم مع مرسي هي: مستقبل المساعدات التي ترسلها بلادهم إلي منظمات المجتمع المدني العاملة داخل مصر، وذلك بعد أن أفضت تلك المساعدات إلي حالة من الجمود علي خلفية قضية منظمات المجتمع المدني التي أثيرت في وقت سابق من العام الجاري حينما وجهت الحكومة المصرية اتهاما إلي العديد من العاملين بالمنظمات الأهلية الأمريكية والمصرية وأصدرت أوامرها بغلق مقار تلك المنظمات. وقالت الصحيفة الامريكية-في ختام تعليقها - إلي مدي سيسعي مرسي إلي استمالة الاعراف والتقاليد داخل المجتمع المصري لتتناسب والمباديء "المحافظة" التي تتبناها جماعة الاخوان المسلمين هي أيضا موضع اهتمام كبير من قبل صناع القرار داخل البيت الأبيض. وومن جانبها أوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في سياق تعليق أوردته علي موقعها علي شبكة الإنترنت- أن التحدي الذي سيواجه مرسي يكمن في إيجاد مسئولين علي قدر من الكفاءة وراغبين في العمل تحت لواء حكومة "غير محددة صلاحياتها أو فترة توليها حتي الآن" أو العمل ضمن ائتلاف حكومي منقسم بقيادة الإخوان المسلمين علي حد وصف الصحيفة. ونقلت الصحيفة -ختاما- عن أحد المسئولين بجماعة الإخوان المسلمين مطلع علي خطوات مرسي في هذا الصدد إفادته بأن قائمة مرسي تتضمن الدكتور محمد البرادعي -الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل علي جائزة نوبل للسلام- لافتا في الوقت ذاته إلي أنه لا يزال من غير المؤكد، إذا ما تم عرض أحد المناصب علي الدكتور البرادعي أو أنه سيقبل ذلك المنصب حال عرضه عليه، علما بأنه يعكف هو الآخر علي تأسيس وتطوير حزب سياسي منافس.