ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء أنه على الرغم من أن الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي أحد منتقدي سياسات الولاياتالمتحدة غير أنه قد يكون حليفًا محتملاً في المستقبل. وقالت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت - "إن فوز الدكتور مرسي قد يبدو للوهلة الاولى بمثابة "كابوس" يؤرق مصالح واشنطن في منطقة الشرق الاوسط ، فقد سبق أن وجه الفائز الاسلامي انتقادات لاذعة للسياسات الامريكية في المنطقة واصفًا الاسرائيليين "بالطغاة" ومشككًا في وقوف عناصر إرهابية وراء تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001". وأضافت "إنه على الرغم من ذلك فإن المسئولين الأمريكيين والخبراء قد أعربوا عن تفاؤل -وإن كان حذرًا - إزاء آفاق تأسيس علاقات بناءة مع الرئيس المصري الجديد لاسيما وأن مرسي ومعاونيه قد أبدوا بدورهم تفاؤلاً حيال مستقبل العلاقات المصرية - الأمريكية حتى وإن كان تفاؤلاً لم يخل من المحاذير". وعزت الصحيفة الأمريكية مبعث هذا التفاؤل لدى الجانبين إلى اعتبارات "براجماتية" بحتة في المستقبل القريب على الأقل، موضحة أن أية خلافات أيديولوجية حيال سياسات الولاياتالمتحدة سيتم على الأرجح تنحيتها جانبًا الآن نتيجة حاجة مرسي الملحة لإرساء دعائم الاستقرار في بلاده وإنعاش عجلة الاقتصاد الوطني المتعثر ومن ثم سيكون في حاجة إلى مساعدات من قبل واشنطن - بحسب ما رجح المحللون -. وأردفت الصحيفة تقول أنه بالرغم من جميع التطمينات والتأكيدات من قبل الجانبين بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين بيد أنه لا تزال هناك شكوك وتساؤلات تطرح حول مدى الاعتماد طويل الأجل لمرسي على الولاياتالمتحدة كحليف لبلاده؛ يتمثل أهمها في المدى الذي سيصل إليه نفوذ مرسي كرئيس جديد للبلاد، علمًا بأن الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري الحاكم قد قلص بالفعل صلاحيات الرئيس الجديد، ذلك إضافة إلى تساؤلات أخرى تطرح بشأن مدى امتنان مرسي الشديد لقادة جماعة الاخوان التي ينتمي إليها. ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن مسئول كبير بالإدارة الأمريكية - طلب عدم الكشف عن هويته - قوله: "يطمح المسئولون الامريكيون الى تكوين انطباع قوي عن مرسي خلال زيارة يقوم بها مسئول امريكي كبير الى القاهرة". وأعرب المسئولون الأمريكيون - حسبما أوردته الصحيفة - عن آمالهم في تطويع المساعدات الامريكية التي ترسل إلى مصر سنويًا وتصل قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات كأداة لتعزيز نفوذهم داخل مصر وبناء جسور الثقة مع إدارة الرئيس مرسي من خلال إيجاد مجالات ذات اهتمام مشترك.