تحت غطاء العمل الخيري والإغاثة الإنسانية، تسللت قطر بأموالها الحرام إلى الدول الأفريقية ووضعت قدمًا تلو الأخرى بمساعدات جاذبة للبسطاء والفقراء في القارة السمراء، وشاركت في بناء المساجد والمستشفيات والمدارس، ونفذت مشروعات حفر الآبار وأرسلت القوافل الطبية وغيرها من أعمال ظاهرها الرحمة وباطنها خبيث الأهداف والمخططات الرامية إلى نشر العنف والتطرف وتكوين الميليشيات المسلحة وتشارك في نشر الفوضى والخراب والدمار باسم الدين والدين منهم براء !! وأصبحت الدوحة قبلة لمحترفي الاسترزاق من الجمعيات والمنظمات الدينية فأغدقت عليهم الأموال والمساعدات العينية لتصنع من تلك الجمعيات حاضنات لدعم جماعات التكفير والتفجير والعصابات المتأسلمة بالمزيد من العناصر التي تخوض حربًا بالوكالة وتشارك في مؤامرات تمزيق وتفكيك الدول الأفريقية. تصاعدت التحركات القطرية المشبوهة لدعم الجماعات الإرهابية في أفريقيا، وكان لابد من المواجهة واتخاذ مواقف دبلوماسية سريعة للحد من خطورة مخططات "تنظيم الحمدين" ، وجاء التحرك الدبلوماسي الأفريقي العاجل من حكومات اريتريا وجيبوتي وأرض الصومال وموريتانيا وموريشيوس وجزر القمر والنيجر وتشاد والجابون والسنغال .. لكن في المقابل سارعت أنظمة وحكومات أفريقية أخرى إلى الارتماء في أحضان قطر وتحالفت مع قوى الشر والدمار لتطعن العالم في أمنه واستقراره !! قدم "تنظيم الحمدين" دعمًا كاملًا للرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود، وحركته "الإصلاح" ليضخ دمًا جديدًا في شرايين تنظيم "الإخوان" الإرهابي، ودفعت الدوحة بمؤسساتها الخيرية وشخصيات قطرية لتقدم كل الدعم المطلوب لأنشطة "حركة شباب المجاهدين" الإرهابية، واستخدمت الاستخبارات القطرية زراعها الإعلامي "قناة الجزيرة" في نشر الأكاذيب والشائعات والمعلومات المغلوطة ، لإثارة الفتن والاضطرابات في أفريقيا واختارت إخوانيًا لإدارة مكتب الجزيرة في الصومال ليساهم بعلاقاته بأفرع التنظيم الإخواني في دول القارة السمراء في تحقيق الأهداف القطرية. قدمت الدوحة خلال يناير 2016 دعمًا لشراء عدد 29 سيارة تويوتا للعناصر القيادية في الحركة المعروفة باسم "الإصلاح الإسلامي" وهي فرع للتنظيم الدولي الإخواني في أرض الصومال، كما قدمت ذات الدعم لآخرين من الحركات المتطرفة "السلفية والتبيلغ والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وطلبت قطر من التنظيم الإخواني المصري الإرهابي تحريك بعض عناصره الهاربة في السودان، فدعا داعي الجهاد الإخواني المزعوم إلى إعادة نشر عناصر التنظيم من الخرطوم إلى هيرجسا عاصمة أرض الصومال ،بزعم أن جماعة "الإخوان "قررت مواجهة التحركات الغربية والشرقية في أفريقيا ولا سيما التحركات الفرنسية الجديدة ، وكان الأطباء في مقدمة الكوادر الإخوانية التي انتقلت من السودان إلى أرض الصومال والتحقت بالعمل في أحد المستشفيات التابعة لاتحاد مهني عربي في هرجيسا !! ساهمت قطر في دعم المعارضة التشادية المسلحة وقدمت لها المساعدات اللازمة للتواصل والتعاون مع الميليشيات الإرهابية في ليبيا حتى يكون لديها المقومات اللازمة للتحرك والسعي لإسقاط مؤسسات الدولة التشادية، ومن هنا تعددت العمليات العدائية ضد القوات التشادية بمناطق الحدود المشتركة مع ليبيا مؤخرًا، وقالت مصادر ليبية إن فصيل المعارض التشادي محمد مهدي تلقى دعمًا مسلحًا بتمويل قطري عن طريق الأراضي الليبية. وكانت قطر مصدرًا رئيسًا للدعم المالي واللوجيستي للحركات المتطرفة بمنطقة الساحل الصحراوي، حيث أرسلت السفارة القطرية بالعاصمة المالية "باماكو" مواد بترولية وتموينية للعناصر المتطرفة المنتشرة في شمال البلاد عبر الهلال الأحمر في مالي، كما قدمت منظمة الهلال الأحمر القطرية العاملة في النيجر دعمًا لحركة "التوحيد والجهاد" بغرب أفريقيا التابعة لتنظيم "القاعدة"، واستقبلت قطر في أغسطس 2017 الإرهابي إياد غالي زعيم جبهة ما يسمى ب" نصرة الإسلام والمسلمين" التي تنشط بمنطقة الساحل الصحراوي، كما قدمت دعمًا لحركات المعارضة الإسلامية المتطرفة في اريتريا (حركة الجهاد الإريترية - الحزب الإسلامي الإريتري - جبهة التحرير الإرتيرية - جبهة الإنقاذ) وذلك بهدف إثارة الاضطرابات والقلاقل في أسمرة سعيًا لإسقاط نظام الرئيس أفورقي"!! وفي تحرك مفاجئ، سحبت قطر عناصرها المشاركة في قوات حفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها بين إريتريا وجيبوتي لتصعيد النزاع بين البلدين بعد دعم الأخيرتين لدول المقاطعة. اعتمد "تنظيم الحمدين" على الفصائل الإسلامية المتطرفة بالإضافة إلى عدد من عملائه مثل الإرهابي الموريتاني محمد المختار، الذي يشارك في نشر الفكر المتطرف في أفريقيا من خلال الحملة الإعلامية القطرية ، وذلك لتنفيذ مخطط إسقاط الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. وبذلت قطر جهودًا حثيثة لربط شبكة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في وسط القارة وتوحيد جهودها لإشاعة الفوضى وإضعاف السلطة المركزية فيها وإسقاط الأنظمة المعتدلة لتمكين المتطرفين من الحكم وتحقيق مصالحها من خلالهم ، وكان موقفها الداعم لحركة "بوكو حرام" في نيجيريا والدول المجاورة واضحًا لذوي البصر والبصيرة. قدم "تنظيم الحمدين" منحًا تعليمية لشباب الإرهابيين المصريين الهاربين بالخرطوم وساعدهم في الالتحاق بالجامعات السودانية الخاصة، كما قدم دعمًا ماليًا للمنظمات الخيرية التي تتولى إدارتها عناصر إخوانية مصرية هاربة بالخرطوم ، كما ساهم في سداد نفقات تأجير مساكن لإيواء العناصر المصرية الهاربة ، وذلك بجانب مساعدات مالية أخرى تقدمها إحدى الجمعيات الخيرية الخليجية لإيواء الإرهابيين الهاربين، وهذا ما اعترف به عدد من الإرهابيين الهاربين في فيديوهات البث المباشر على "الفيس بوك" ، بعد الخلاف التنظيمي الداخلي الذي تسبب في طردهم من مساكن الإيواء بالسودان. وشاركت قيادات التنظيم الإخواني المصري بالخرطوم في تنفيذ مخططات الدوحة وغرست شجرتها الخبيثة في جنوب أفريقيا في محاولة للسيطرة على الجالية الإسلامية هناك تحت لافتات العمل الدعوي والخيري والسعي لهداية الأفارقة لدين الإسلام، واستخدم "تنظيم الحمدين" أمواله الحرام في تمكين العناصر الإخوانية المصرية من السيطرة على أكبر مركز تعليمي إسلامي في جنوب إفريقيا وبدأ التنظيم برعاية قطرية في تأهيل الدعاة وتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وفق المنهج والرؤية الإخوانية، وتستروا خلف النشاط الاجتماعي وكفالة الأيتام ومساعدة الأسر الفقيرة وامتد نشاطهم ، إلى دول الجنوب الإفريقي عامة ، وأسسوا فروعا في كل من ناميبيا وموزمبيق ومدغشقر. وأرسلت الدوحة عميلها الأكبر يوسف القرضاوي إلى "كيب تاون" ليقوم بزيارة المركز الإخواني ويعلن تزكيته ودعمه للنشاط الدعوي الإرهابي ويدعو إلى التبرع بالمزيد من الأموال لدعم النشاط الخيري المزعوم، وبعد الشو الإغاثي الإنساني الوهمي بقيادة القرضاوي منحت بلدية "كيب تاون" قطعة أرض بمساحة 1200 متر مربع لإنشاء مركز لمن يسمونهم بالمهتدين الجدد، واستعان التنظيم الإخواني الإرهابي في جنوب أفريقيا بالعناصر المصرية الهاربة في السودان لتحويل "كيب تاون" إلى بؤرة إرهابية نشطة، وبالفعل انتقل عدد من الهاربين المصريين إلى جنوب أفريقيا وتم توزيع بعضهم على دول الجنوب لدعم النشاط الإرهابي برعاية قطرية. واعتمدت الدوحة على العناصر الإخوانية المصرية بقيادة حسين عباسي في حشد المصريين والأفارقة للتظاهر دعمًا للجماعة الإرهابية بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة في مصر، ورفع عملاء تنظيم الحمدين شعار رابعة في العديد من المناسبات ، ونظموا العديد من الندوات والمؤتمرات لنشر الدعايات السوداء المسيئة لمصر وقيادتها السياسية. استخدم "تنظيم الحمدين" ما يسمى ب"الرابطة الإسلامية لدعاة أفريقيا" في تجنيد كوادر إرهابية جديدة وقدم دعمًا لكيان تابع لها يحمل اسم "الأكاديمية العلمية لإعداد دعاة أفريقيا" والهدف منه تأهيل وتدريب الدعاة الأفارقة على الفكر الديني وفق الرؤية الإخوانية وقامت الدوحة بتمويل المناهج التدريبية المقروءة والمرئية والمسموعة، واستخدم عملاء قطر الدعاة والخريجين في نشر الفكر الإرهابي في العديد من الدول الأفريقية. وهذا غيض من فيض دفع عددًا من الدول الأفريقية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وطرد بعثات الحمدين، وإغلاق مكاتب قناة الجزيرة الاستخباراتية. الدوحة تدعم النزاعات المسلحة في أفريقيا