انتقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الدور السلبي للاتحاد الأوربي وعدم مساندته مصر ووفاءه بوعوده وعدم تقديمه أي شيء يذكر لدعم مصر لأن الاستقرار السياسي يحتاج إلي مسانده سياسية . وأكد الدكتور أحمد الطيب - خلال استقباله وفدا من مجلس العموم البريطاني " لجنة الشئون الخارجية" - أنه من الطبيعي أن تعاني الشعوب الثائرة من بعض الأزمات، إلا أن مصر قادرة بعلمائها ومفكريها السياسيين والقانونيين علي الخروج بالبلاد سريعا من هذه العقبات وإعداد الدستور. وأضاف أن مصر استفادت من ثورتها واستعادت حريتها وخرجت من أجواء الديكتاتورية وتكميم الأفواه وتزييف إرادة الشعوب إلي الحرية والديمقراطية، ولديها تجارب طويلة وعميقة في إعداد الدستور بدءا من عام 1916 و 1921و حجم هائل من المتخصصين والعلماء خاصة كبار السن المحنكين إضافة إلي الجيل الجديد. وحول علاقة الديمقراطية والحرية بالدين، قال الإمام الأكبر إن العلاقة بين الديمقراطية والدين في الغرب إذا زادت في طرف تنقص في الآخر وهذه هي المشكلة الحقيقية في فهم الشرق للغرب والسبب في ذلك يرجع الي فهم الديمقراطية من خلال النموذج الغربي وفهم الأديان في الشرق، فالإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية إذا وضعت في إطارها الإنساني والأخلاقي وهذه النظرة تتصالح مع الديمقراطية والحريات التي لا تضر بالقيم والتراث القديم والتي هي الأصل في بناء الإنسان وأوضح أن المجتمع المصري شهد مؤخرا طفرة في إنشاء الأحزاب وهذا رد فعل طبيعي لما كانت عليه المجتمعات قبل الثورة والشعب قد جرب فترة كبيرة من الحكومات العلمانية التي لم تفعل له شيئا وهو الآن يحاول أن يجرب الطرف الأخر لكننا نراهن علي الغالبية العظمي للشعب المصري وهي غير علمانية وغير متشددة. وعن علاقة المسلمين والمسيحيين في مصر، أكد فضيلة الإمام أن الإسلام دخل مصر منذ 14 قرنا ولم يحدث أن سمعنا أن حربا نشبت بين المسلمين والأقباط بسبب الدين بل وفي الشرق كله ولم تحدث أي مواجهة من أي نوع بين أتباع الديانات الثلاث في مصر علي مدي تاريخها بسبب أن هذه طبيعة الإسلام وثورة يناير خير شاهد علي ذلك ففي الفترة التي اختفي فيها الأمن كانت المساجد والكنائس في حراسة شباب مصر مسلمين ومسيحيين ولم يلق حجر علي كنيسة أو مسجد . أما ما تتناقله وسائل الإعلام الغربية عن وجود توترات طائفية فهي مشاكل اجتماعية يصورها الغرب برؤيته خاصة في أمريكا ومن اجل ذلك أنشأنا بيت العائلة بالأزهر ونصف أعضائه من الكنيسة المصرية ويقوم الآن بمراجعة المناهج التعليمية والخطاب الديني في المساجد والكنائس. وقال السفير البريطاني جيمس وات أن هناك حملة من الأكاذيب تم نشرها عن موقف الغرب والولايات المتحدة حول عدم رغبتهم في الاستقرار السياسي والاقتصادي لمصر من اجل وصولها للديمقراطية. وأوضح السفير البريطاني أن صندوق النقد الدولي عرض مساعدات تقدر ب3 مليارات دولار لمصر عن طريقنا إلا أن المجلس العسكري رفض ذلك قائلا إنه لايريد أن يحمل الأجيال القادمة عبء الديون وهذا رد فعل وطني . ونفي السفير البريطاني أن تكون الدول الأوربية قد قامت بالضغط علي دول الخليج لعدم مساعدة مصر وأنها تطلب ذلك منها.