تمكنت السبت القوات المسلحة السودانية من طرد ما تبقي من فلول متمردي الحركة الشعبية - الموالين لجنوب السودان - بمنطقة "مقجة" الواقعة علي بعد 25 كيلو مترا غرب "دندرو" بولاية النيل الأزرق حيث كبدت القوات السودانية المتمردين خسائر بالأرواح والمعدات. ومن جانبه ,قال العقيد الصوارمي خالد سعد - الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بالخرطوم - في تصريح لمركز السودان للخدمات الصحفية إن تحرير المنطقة يعتبر تأمينا شاملا لطريق "الكرمك - الدمازين" وبعض الطرق الأخري المؤدية إلي جبال "أنجسنا وملكن" . وأوضح الصوارمي أن القوات المسلحة السودانية ستواصل تحرير المناطق التي احتلها المتمردون التابعون لقوات الجيش الشعبي الموالي للجنوب. من جانبه وفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ,رحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "جان بينج" بالتوقيع علي مذكرة تفاهم حول "عدم الاعتداء والتعاون" بين حكومتي السودان وجنوب السودان وذلك خلال اجتماع "الآلية السياسية والأمنية المشتركة" الذي عقد أمس الجمعة في العاصمة الإثيوبية.. وشدد بينج - في بيان وزعه الاتحاد الأفريقي - علي أن التنفيذ السريع والكامل لمذكرة التفاهم بين البلدين سيسهم بشكل كبير في تعزيز السلام والحد من احتمالات وقوع صراعات وذلك في ضوء تصاعد التوتر بين الدولتين.كما دعا المجتمع الدولي إلي تقديم الدعم للدولتين لتسهيل عودة النازحين إلي منطقة "أبيي" الغنية بالنفط والمتنازع عليها. يشار إلي أن مذكرة التفاهم - التي تم توقيعها بحضور ثابو مبيكي رئيس اللجنة العليا للوساطة التابعة للاتحاد الأفريقي - تنص علي التزام الدولتين باحترام كل منهما لسيادة الدولة الأخري وسلامة أراضيها والالتزام بعدم التدخل في الشئون الداخلية للأخري .كما تنص المذكرة علي رفض استخدام القوة وكذلك الالتزام بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي . يذكر أن الجنوب قد انفصل رسميا عن السودان في شهر يوليو من العام 2011 - وهو ما أفقد السودان نحو خمسة وسبعين في المائة من إنتاجه النفطي - لكن الدولتين مازالتا في نزاع مستمر بسبب عدة قضايا عالقة منها محاولة بعض المتمردين الموالين للجنوب الانفصال بالقوة المسلحة عن الشمال في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التابعتان للسودان الشمالي إضافة إلي النزاع في منطقة "أبيي" التابعة للشمال أيضا.