فى تعداد 2017 كان هناك 471 ألف مطلقة ومطلق الأغلبية منهم للإناث. وهو رقم لم يصدمنا كثيرًا لأننا نعيشه يوميًا فى أخبارنا العادية وأن هناك حالة طلاق تحدث كل 4 دقائق بمعدل يصل إلى 20 حالة فى الساعة الواحدة، ما يعادل 170 ألف حالة سنويًا، مما يترتب عليه وجود أكثر من 9 ملايين طفل تتم تربيتهم بعيدًا عن الأبوين بعد أن يتحول الخلاف إلى الشكل الرسمى واللجوء إلى المحاكم. قبل صدور تقرير التعداد كانت إحصائيات الأممالمتحدة، ومركز معلومات مجلس الوزراء، تحذر من ارتفاع نسب الطلاق فى مصر من 7% إلى 40%خلال الخمسين عامًا الأخيرة، حيث وصل الإجمالى العام إلى 3 ملايين مطلقة، لتصبح مصر الأولى عالميًا فى معدلات الطلاق. وهو ما أكده التقرير الذى أرجع الأسباب للظروف الاجتماعية والاقتصادية، والصحية، ونقص الوعى أو إدمان المخدرات، وانتشار المواقع الإباحية على الإنترنت. قصص مأساوية قصص الطلاق مأساوية يدفع ثمنها الجميع.. «س» تزوجت من قريب لوالدتها شاب ممن هاجروا إلى إيطاليا خلال شهرين تم الزواج بدون شقة زوجية نظرًا لظروف سفره ووعوده بأن سيأخذ زوجته معه قبل أن تبدأ المشكلات من الطرفين وتصل الحياة لطريق مسدود تركت العمل واستقالت وانتظرت فى بيت أهلها «لأنها بلا شقة زوجية» والشقة التى تزوجا بها كانت «شقة مفروشة» لتظل الخلافات ويكتشف الجميع أنه «مستهتر» لتبدأ معاناة الزوجة التى وضعت طفلًا الأن عمره الآن ثلاث سنوات ولم ير والده مرة واحدة وتضطر إلى رفع دعاوى نفقة وتخاطب الإنتربول قبل إلقاء القبض عليه وحبسه بسبب النفقة. الطلاق لا يكون بسبب الزوج فقط بل أحيانًا يكون بسبب تعنت الزوجة وهو ما يحكيه «ع» الذى تزوج إحدى معارفه بعد قصة حب طويلة. ومن أول لحظة قبل أن تتحول الحياة إلى أزمات وفى النهاية تركت له الزوجة رسالة تقول فيها «أنا تعبت من كتر خدمتك وما كنتش عارفه إن الجواز كده.. أحمد الله أننى لم أنجب طفلًا يجعلنى خادمة لك طوال حياتى.. انت لم تضف لى أى جديد». وعندما ذهب لأهلها ليعرف ماذا حدث لم يجد ردًا سوى «بنتنا مش عاوزة تكمل جوار» ليجد بعد ذلك كل يوم قضية ومحضرًا بطلب مؤخر وقائمة عفش ونفقة ومحام. أرقام الحكايات كبيرة لكن أرقام الطلاق مرعبة، فالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أعد إحصائية كشف خلالها أن الطلاق أفضل 40% من حالات الزواج التى تمت فى الخمس سنوات الماضية، وأن 900 ألف حالة زواج ينتهى أغلبها بالطلاق. الأرقام نفسها كررتها محاكم الأسرة بالتفصيل حيث أكدت أنه خلال عام 2016 فقط كان هناك 89 ألف قضية طلاق و90 ألف خلع وهى نفس الأرقام التى حذرت منها نقابة المأذونين. وأشارت إلى أن كل 100 عقد زواج يقابله 16 حالة طلاق. وبحسب نقيب المأذونين إسلام عامر نسبة الطلاق بالحضر بلغت 55٪ وفى الريف والقرى 45٪، كما كانت نسبة الطلاق والخلع فى محافظات الوجه البحرى بنسبة تفوق 10٪ عن محافظات الوجه القبلى. وأن عدد حالات الطلاق التى لم تتم وقام المأذون بمراجعة الزواج فيها كانت «ضعف» نسبة الطلاق الفعلى. أسباب الطلاق نقابة المأذونين أرجعت الطلاق خاصة بين الشباب يكون لأسباب تافهة منها تدخل الأهل والسينما وزيارة الأهل واستخدام التليفون ووسائل التواصل فيما، أشارت محاكم الأسرة إلى أن نفقات المعيشة باتت تشكل 15% من أسباب الطلاق، والعنف الجسدى 13%، أما العنف الجنسى فكانت نسبته 10%، وكان عمل المرأة ونفقتها الشخصية وما تتقاضاه يشكل نسبة 25%، والخيانة الزوجية 8%، أما عن العنف ضد الأبناء فكان 16%. التكنولوجيا كانت سببًا آخر للانفصال والصراع داخل الأسرة بنسبة 14% ولك أن تتخيل لماذا يقوم 2100 رجل بإقامة دعوى طلاق بسبب التعلق المرضى لزوجاتهم بالتكنولوجيا. وفى المقابل كان 1200 محضر ضرب و3500 دعوى طلاق بسبب استخدام التليفون المحمول فى التواصل وإهمال منزل الزوجية من الطرفين.