بين جمعة العزة والكرامة .. وجمعة الغضب .. عام كامل من الألم .. كان يومًا مشهودًا في تاريخ مصر .. يوم وجهت الأيدي الغادرة رصاصاتها نحو صدور شباب مصر الأحرار .. فأسقطت منهم المئات .. وأصابت الآلاف .. في حدث سيبقي خالدًا في الذاكرة مهما مرت عقود الزمن. وما بين الدم المهدر لشهداء الثورة بعد مرور عام علي جمعة الغضب في الثامن والعشرين من يناير لعام 1102 تقف الساحة اليوم علي مرمي تطورات بالغة الأهمية. فالشباب الذين ثاروا في الخامس والعشرين من يناير 1102 ضد الظلم والطغيان والاستبداد .. وحققوا هدفًا رئيسيًا من أهداف الثورة يتمثل في الإطاحة بعرش مبارك ونظامه وإيداعهم السجون .. هؤلاء الشباب ها هم يعودون مرة أخري إلي الميدان .. وسط مطالب للثأر للشهداء الذين لم تجف دماؤهم بعد .. رافضين لفظة احتفالية .. شكلا ومضمونًا في ذكري مرور العام علي انطلاق الثورة .. لأن الاحتفال لا يكون إلا بعد ترميم الواقع .. والقصاص من القتلة .. ومعاقبة الشركاء .. وملاحقة كافة المتورطين. وبعد مرور عام .. أصبح لدينا برلمان تم انتخابه بالإرادة الحرة والمباشرة لأبناء الشعب المصري .. وهو يمثل نقطة فخر .. ولحظة تحول لكل المصريين .. حيث شهد القاصي والداني علي نزاهته .. وقد أحسن برلمان الثورة صنعًا .. حين خصص أولي جلساته لملف الشهداء والمصابين .. وقرر تشكيل لجنة لتقصي الحقائق .. تبحث في أسباب وخفايا ودوافع ما جري يوم الثامن والعشرين من يناير لعام 1102. كل المؤشرات تؤكد أننا نسير علي الطريق السليم .. وأن ما بيننا وبين الخروج من المأزق الذي نعيشه منذ قرابة العام .. لحظات معدودة .. نستعيد بعدها الاستقرار والأمان .. ودفع عجلة التحول إلي الأمام .. وبما يحقق أهداف ومطالب كل الثوار .. وكل المصريين. وإلي الغد..