ان أحدا لايستطيع أن ينكرأن ثمة تغيرا ملحوظا طرأ علي السياسة المصرية بعد ثورة 25يناير وان كان غير كافيا ولا جذريا في حقيبتين هما الخارجية وجهاز المخابرات العامة اللتين استغلهما نظام مبارك أسوأ استغلال لتمرير سياسات أمانة السياسات بالحزب الوطني المنحل, فالخارجية كانت مرتهنة للقرارالصهيوأمريكي وخدمة أجندة أبعد ما تكون عن المصلحة الوطنية والقومية ما جعل دور مصرالخارجي والاقليمي ينحسرويتقلص لصالح لاعبين اخرين سواء أنظمة أومنظمات في العشر الأخيرة خاصة في عهدي الوزيرين السابقين الراحل أحمد ماهر وخلفه أحمد أبوالغيط,أماجهاز المخابرات العامة فالوضع مختلف كثيرا ذلك أن مستوي الاستخدام والاستغلال والسيطرة من قبل النظام المخلوع كانت محصورة تقريبا علي ملف المصالحة الفلسطينية بين الاخوة الأعداء فتح وحماس عبر الزيارات المكوكية لرئيس المخابرات السابق عمرسليمان لاسرائيل التي شابها الكثير من علامات الاستفهام ووقوفه موقف الخصم وليس الحكم النزيه بين الفصيلين الفلسطينيين لصالح فتح ومجموعة محمود عباس الحاكمة والمتعاونة مع الكيان الصهيوني وهذا قديكون مفهوما ومبررا بحجة أن فتح فصيلا فلسطينيا مهما وحاكما ,لكن من المستهجنا وغير المبررأن يكون الانحياز لصالح اسرائيل علي حساب 'حركة حماس الاسلامية' لأنها خرجت من رحم الاخوان المسلمين وكأن الكيان الصهيوني اليهودي أقرب لمبارك ونظامه من اخوانهم المسلمين الفلسطينيين العرب. وما أن اندلعت ثورة 25ينايرالعظيمة وأبدت مصر بعضامن ملامح قوتها وثقلها الدولي والاقليمي بتولي السفيرنبيل العربي حقيبة الخارجية وأظهركفاءة عالية ومد الجسورمع كل القوي الدولية من منطلق القوة وهذا هو الفرق بينه وبين سلفه الذي كان ينطلق من سياسة الانبطاح والاستضعاف والانحياز,استطاع نبيل العربي أن يجمع الاخوة الأشقاء 'فتح وحماس'في لقاء المصالحة وتم التوقيع علي القضايا الهامة والجوهرية لأن مصر الرسمية أرادت سواء الخارجية أو المخابرات,وهونفس الشيء في صفقة اطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي الاسرائيلي 'جلعاد شاليط' والتي بدأت المرحلة الاولي 18-10-2011 وقامت المخابرات العامة بدور بارع وضغطت وناورت من منطلق القوة . نستطيع أن ندعي أن ملف القضية الفلسطينية والمصالحة وصفقة الأسري الأخيرة أحد تجليات ثورة 25ينايرالمجيدة ذلك أنها حررت الارادة من أسر الارتهان والتبعية من أجل مصالح زائلة , وهذا ماشهد به قادة حركة حماس في اشادتها بالدور المصري ودور المخابرات المصرية البارع في الضغط علي اسرائيل بكل أوراق القوة بحنكة واقتدار وهو ما أكده رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من القاهرة أن الفلسطينيين يجنون ثمار ثورة يناير. أخيرا ان أحدا لا يستطيع أن ينكر أنه لولا روح 25 يناير لما أقدمت اسرائيل علي الاعتذاررسمياعن مقتل جنودنا علي الحدود مع سيناء لأنها أدركت أن شعب مصربعد 25ينايرهوالفاعل بعد أن ظل لسنوات طويلة مفعولا بقيادات المخلوع والبقية تأتي باذن الله.