التصريحات التي أدلي بها الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية .. هي كارثية بكل المعاني لو كانت صحيحة فقد نقلت عنه الصحف ووسائل الإعلام المختلفة في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس الأحد كلامًا خطيرًا، يكشف عن طبيعة تفكير هذا الرجل وشخصيته التي لا تستحق الترشح لعضوية مجلس الشعب وليس لرئاسة الجمهورية وفقًا لنص الكلام الذي تحدث به. المرشح لرئاسة الجمهورية من أول الصفات المطلوبة فيه أن يكون منصفًا وعادلاً وموضوعيًا في تقييم الناس، والرؤي، والأفكار .. وأن يحدد ما يقصده بشكل دقيق .. لأن كل كلمة يتفوه بها، محسوبة عليه .. فالشخص المرشح لهذا المنصب الرفيع، يمكن أن يتسبب في كوارث لمجتمعه، إذا ما أخطأ الحسابات، أو تصرف بطريقة غير مناسبة. وما قاله الدكتور البرادعي في قضيتين تحدث فيهما خلال مؤتمره الصحفي أؤكد إذا كان ما قاله دقيقًا أساء فيهما التصرف، وأطلق أحكامًا تمنعه جماهيريًا من خوض الانتخابات. لقد فقد الرجل منطق العقل والحكمة، حين راح يتهجم علي كافة العاملين بالتليفزيون المصري، وراح يتهمهم جميعهم بأنهم كانوا أبواقًا للنظام السابق، ثم تحولوا إلي متحدثين رسميين باسم المجلس العسكري. قرأت التصريح مرة، واثنتين، وثلاثا .. وأنا اضرب كفًا بكف .. لأن الدكتور البرادعي لم يتهم فقذ بعض الإذاعيين، أو المسئولين عن توجيه الإعلام في التليزيون المصري .. بل اتهم 54 ألفًا يعملون في مبني ماسبيرو، بمن فيهم الموظفون والإداريون والعمال والسعاة. لم يفكر البرادعي في تصنيف الناس، وتوجيه سهامه الطائشة إلي من يستحقون ذلك .. لكنه عمم الاتهام علي الجميع .. بينما الكل يعرف، سواء داخل التليفزيون أو خارجه أن الغالبية العظمي من العاملين بهذا القطاع هم من أبناء الوطن، ينطبق عليهم ما ينطبق علي الآخرين من أبناء مصر .. بل إنني أعرف شخصيًا عشرات العشرات من الزملاء، كانوا رافضين لسياسات وممارسات النظام السابق، ودفعوا الثمن حين غادروا العمل في التليفزيون، أو التحقوا بقنوات فضائية أخري .. فهل يجوز لشخص يرشح نفسه للرئاسة أن يعمم الحكم علي الجميع بلا استثناء؟ ثم ما ذنب الموظفين والإداريين والعمال والسعاة ورجال الأمن لكي تتهمهم هذا الاتهام الرديء، وتحاول أن تسيء إليهم بهذا الشكل المتعمد؟! هذه الرؤية العامة التي يطلقها الدكتور البرادعي تكشف عن طبيعة تفكيره، بل وقدراته المتواضعة في الحكم علي الناس .. فإذا كان يتعامل مع 54 ألفًا بهذا الحكم العام غير الصحيح .. فهل ياتري سننتظر منه حكمًا عامًا آخر ضد كل أبناء الشعب المصري إذا ما عزفوا عن انتخابه وانفضوا عنه في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟! وإلي الغد..