يرجع معرفة الإنسان وحبه لفن الخزف والفخار والرخام وغيرها من تلك الفنون المتداخلة إلى عهود قديمة ويعتبر الخزف من الفنون التشكيلية والاسم الثاني المتداول له هو السيراميك وهو من الفنون الإسلامية ، التي تميزت به في عمارتها الإسلامية في المساجد والأبنية الدينية وقصور الملوك والأمراء ، وقد خلدت لنا الحضارة الإسلامية عبر مراحلها الكثير من تلك الجماليات ومنها ما وجد في الأندلس وغيرها من العصور والمدن الإسلامية التي مازجت بين الفنون المشتقة من التربة والرمال والصخور وأحدثت من خلالها ومن خلال الفنان الإسلامي موروث حضاري جمالي يمازج بين فن الجس والزجاج والخزف والرخام على غرار الحضارات القديمة . وقد انتشرت صناعة السيراميك في العصر الحالي كما عاشت مهنة وفن تركيبه من خلال الكثير من القائمين بتلك الحرفة التي تنتشر في ربوع المدن والقرى المصرية من خلال التعلم والموهبة إضافة إلى تدريسه في الجامعات التي تدرس تلك الفنون ، ومع كثرة الصناعة والمصانع تعددت استخدامات السيراميك بشكل كبير داخل المنازل لتركيب الحوائط والأرضيات والموائد والمطابخ من خلال أصحاب تلك المهنة كما انتشر تركيبه في المؤسسات الخدمية والمنشآت العامة وفي المتاحف وشبكات المترو وغيرها من المنشآت وغيرها من الاستخدامات التي فرضت انتشاره وتطوره من خلال الخامات والألوان والنواحي الفنية والهندسية ذات الجودة والفن الرفيع حتى أقبل عليه الناس وأصبح في متناول العامة بعد تراجع صناعة البلاط الموزايكو ومع غلاء الرخام والجرانيت والبرسلين ليصبح السيراميك هو المادة المطلوبة والمنتشرة بسبب تحمله للعوامل الجوية وسهولة تنظيفه ولمساته الجمالية وألوانه المحببة للقلوب حتى أصبح ينافس داخل عالم الموضة والديكور . وتنتشر مهنة وفن تركيبه في قرى ومدن محافظة الشرقية حيث تتميز المهنة بالجودة والأداء الفني المتميز للصانع الذي يقوم ببذل الجهد لتركيب السيراميك وفق طلب الزبون الذي عادة ما يقوم بعملية الشراء ويبحث عن الفنان والحرفي المتميز الذي سيقوم بتركيب وتوظيف السيراميك وإخراجه بشكل فني عال حتى يحصل على رضا الزبائن ومن خلالها يحقق شهرته في المنطقة وقد التقت جريدة الأسبوع بأحد أهم الصناع لتلك الحرفة الفنية وهو المعلم تامر حاتم السيد الجمال من قرية شمبارة الميمونة بالشرقية أثناء عمله في أكثر من منطقة عمل وسألناه عن تلك المهنة وعن ارتباطه بها فقال تعلمتها من خلال بعض المعلمين الكبار بالقرية وأنا في سن الثالثة عشر واستمريت بها كصبي حتى سن 17 سنة وبعدها اشتريت عدة خاصة بي وبدأت العمل وحدي حتى أصبحت معلم كبير بالمهنة ، فعمري الآن 35 عام ويعمل معي بعض الشباب والصبية ومنهم الأسطى أحمد عبد المحسن الخولي من قرية الميمونة ، ومحمود أشرف البلاسي من شمبارة وكذلك الصبي محمد إبراهيم زكي الغول حيث يعملون معي ويقومون ببعض الأعمال الخفيفة والهامة في نفس الوقت كتقطيع السيراميك حسب القطع المطلوبة ، وعمل المونة الأسمنتية ، ثم ملئ الفواصل بعد تركيب السيراميك بالأسمنت الأبيض لإعطاء المتانة واللمسة الجمالية وملئ الفراغات ، وعن فنه في المهنة يقول أقوم أحيانا بشراء السيراميك بسبب خبرتي الفنية في هذا المجال بناء على رغبة الزبون ثم أقوم بعدها ببذل أقصى الجهد في متانة التركيب وإعطاء اللمسة الفنية والجمالية لصنعته التي رزقني الله إياها حتى أصبحت أحبها وأصبر وأتفانى في الجهد والعطاء مستخدما خبرتي وأدواتي التي هي عبارة عن مكنة لتقطيع السيراميك وميزان لضبط الميل والاتجاه مع استخدام وشد الخيط لضبط الحوائط والمسطرين وشواكيش خفيفة وثقيلة وأجنة وعدة المونة ، وهذه الآلات تعتبر الأهم في المهنة ، وعن سؤالنا المعلم تامر عن رواج وانتشار تلك الحرفة قال المهنة منتشرة في محافظة الشرقية وغير من المحافظات وسوف تتوسع أكثر وأكثر بسبب انتشار المصانع الكثيرة في مصر وانتشار المنافسة والجودة في المنتج وزيادة الموديلات الجميلة وإقبال الناس على السيراميك الذي أصبح ينتشر في البيوت المصرية وتقبل عليه الناس كبديل جميل وبسيط عن الخامات الأخرى الغالية في السعر والحرفة والتركيب .