حصلت التفجيرات الاخيرة ومصر كلها مسلميها ومسيحيها حزنوا وتعاطفوا ،وحطوا إيديهم في إيد بعض، واتفقوا على إنهم يقفوا سوا في وجه كل عدو يتربص بنا في الداخل والخارج ، لاننا شعب واحد مش شعبين، فلماذا اذن انطلقت كلمات التعازي للاخوة المسحييون ،أقول لكم جميعا ،أن مجرد قيامنا بالتعزية هو جزء من طائفيتنا ياسادة، هو جزء من تقسمنا داخل المجتمع لتجعلنا جزء يتقدم بالعزاء وجزء اخر يتقبل العزاء . لذلك اقول لا تعزوا الاخوة المسحييون،فالعزاء الحقيقي لنا جميعا شعب مصر العظيم،فقد استشهد مصريون وأصيب مصريون وتضرر مكان عبادة يذكر فيه اسم الله ، مافيش فرق بين مسلم ومسيحي.. ليه هنبتدي نفرق دلوقتي؟! ونحقق رغبة اعدأنا في إنهم يفرقونا ،على حدودنا يوجد دول بتتقسم على أساس الجنس والدين، الشيعة والسنة في العراق، والعرب المسلمين والأفارقة المسيحيين في السودان، الحوثيين الشيعة، والحكومة السنية في اليمن، يا ترى إحنا ماشيين في نفس الطريق.. يا خوفي من اللي جاي! احنا شعب عارفين إن النهارده كنيسة وبكره مسجد، والشيطان قاعد ينفخ في النار، فأثبتوا فعلا إنكم على قدر من الوعي والثقافة، بعيدا عن الأحضان الفارغة والمصافحات الزائفة والابتسامات البلاستيكية بين القيادات الدينية من الطرفين اللي ما حلتش مشكلة حتي الان ،لابد من ان الشعب يتبنى أفكار محاربة الطائفة المخالفة ، لو وجدت الثقافة الصحيحة الواضحة لكل الشعب بكل طوئفه لما وقعنا في مثل هذة الأخطاء، ولما انجرفنا خلف هذا التيار، خاصة وأن الطائفية حرب سياسية كبيرة تديرها قوي عظمي خارجية لا يجب أن نستسلم لها ولا مجال للحديث عنها الان. الوعي هو الاساس ،الثقافة هي الركيزة الأساسية في التخلي عن ثوب الطائفية والعنصرية، فلابد من التمسك ببعض الأساسيات التي تجعل الوعي أكبر من الانجراف خلف أي تيار كالتربية والإيمان والوطنية،وللاسف إعلامنا هو من يخلق الطائفية ، فيجب على الشعب المصري أن يتصدي لمثل هذه الأمور وأن يتعاملوا مع الشخص كفرد وعقل بعيدا عن لونه ودينه وطائفيته وجنسه ،إحنا مصريين فقط من يوم ما دخل الإسلام مصر من 1400 سنة وإحنا بنضرب أروع الأمثلة في الوحدة والتعايش والأخوة والوفاق المبني على الاحترام المتبادل والحب ، وكنا دايما إيد واحدة بتضرب أي عدو بيحاول يبث الفرقة والخلاف بيننا، الطائفية تنشأ عندما يوجد شرائح متعددة داخل المجتمع، وهذا لا يعني أن نحاربها أو نتصدى لها، بل يجب أن نحترمها، فلكل شخص تفكيره ومبدؤه الذي لا يجب أن يتعارض مع الوطنية، فالتعامل مع الأخر يجب أن يكون بالإنسانية النابعة من ديننا الإسلامي دون الالتفات لديانة الغير أو كيف يفكر ويرى الأمور التي أثرها لا يمتد لأي طرف غير الشخص نفسه. إن تداول التراشقات الطائفية هو من يضخم المشكلة ويحدث البلبلة والفرقة بين الشعب الواحد، فعندما نتداول النكت والسخرية من أي طائفة ونساعد على انتشارها نكون بذلك أحييناها، فيجب أن نمنع نشرها وأن نجعلها تقف عندنا،دستورنا لا يفرق بين أي طائفة من الطوائف أو قبيلة من القبائل أو أي منطقة من المناطق، ولكن الخلل الحقيقي في ثقافة ووعي هذا المجتمع الذي خلق هذه التفرقة والشحنات ،يجب أن نتعامل مع الجميع بالتساوي، وأن نقدم الوطنية قبل أي تصنيف فكري أو طائفة ان الفجوة الحاصلة خلقتها شبكات التواصل الاجتماعي من خلال أطراف مجهولة تحركها أطراف سياسية وقوي عظمي يجب أن نتصدى لها وألا نغذيها ونكون لها أشبه بالوقود،يجب الا يفرقنا اي تصنيف ،فكرة التعامل مع الشخص بحسب تصنيفه أو مذهبه أو دينه لأنه بالنهاية هذا يخصه وحده، ويجب أن نتعامل معه بأخلاقياتنا، خاصة وأن الوطنية تجمعنا ولا يجب أن يفرقنا أي تصنيف كان، فيه دول صغيرة وبتتكون من خليط عجيب من الأديان والجنسيات لكنها نجحت وحققت ريادة ومكانة، بفضل التعايش وروح الوحدة اللي حققتها، والنظر للمستقبل وتحقيق الطموح على مستوى العالم، زي ماليزيا وسنغافورة ،فيجب أن يعي الجميع أن التفريق في أي بلد أو كيان يبدأ بمحاولة إضعاف اللحمة الوطنية ليتمكن ضعاف النفوس من أهدافهم وزعزعة أمن واستقرار البلاد، كما أن وسائل الإعلام الإلكترونية غير المراقبة أعطت مجالا واسعا لضعاف النفوس في زرع التشنجات والمساهمة في ولادة الأفكار المغلوطة. العلاقة بين المسلمين والمسيحيين علاقة أبناء وطن واحد دي حقيقة ،يعني لا المسيحيين شوية وهيسيبوا البلد وياخدوا خلافاتهم معاهم، ولا المسلمين ضيوف خفاف وهيروحوا لحال سبيلهم ،الاتنين مع بعض بيشكلوا التلات حروف دول (م – ص – ر)،الاتنين في أتوبيس واحد، وأطفالهم فوق بعض في كل مكان في الفصل ،شبابهم الاتنين على القهاوي مش لاقيين شغل،والأسعار كرباج على ظهور الكل ،يعني مافيش فرق بين مسلم ومسيحي.. ليه هنبتدي نفرق دلوقتي؟ ! مرة اخري أريد أن أشد علي أيدي أسر الضحايا ، ونعزي أنفسنا جميعا علي ذلك العمل الإرهابي الغاشم الخسيس،نحن الشعب المصري جميعا معكم بمشاعرنا وأحاسيسنا ، تأكدوا أنكم لن ولم تكونوا وحدكم ابدا، الفقد واحد ،والحزن واحد ،ولن نقول إلا ما يرضي الرب ونحن لفراقهم لمحزونون ،إن أي عمل إرهابي لا يستطيع تفكيك وحدتنا، و المقصود من هذا العمل التفكك الشعبي وعدم الإستقرار السياسي والإقتصادي و كما يهدف إلى الإساءة وتشويه مصر أمام المجتمع الدولي. مصر تمر باهم واخطر مرحلة فلا تعطوا الفرصة لاهل الشر يفرقوا بيننا باي طريقة وتحت اي مسمي او ثقافة مغلوطة ،ثقافة تقديم التعازي بين مسلم ومسيحي جزء من طائفيتنا فلابد من تغيير هذة الثقافة ونشر الوعي، قوتنا في وحدتنا. وبعيدا عن نظرية المؤامرة والكلام اللي كلنا حافظناه وزهقنا من الكلام فيه، العدو اللي بره كلنا طبعا عارفينه ،مين هو وأساليبه القذرة بتكشف عن وجهها القبيح كل يوم ،لكن الخطورة الحقيقية في العدو الداخلي اللي بيمثله المتطرفون والعملاء والخونة من الطابور الخامس وكل ادوات الماسونية الصهيونية العالمية الذين يسعوا دائما لبث الفتنة وإثارة المصريين، ده غير التهييج الإعلامي اللي بتمارسه بعض الصحف ونوافذ الإعلام، وبيساهم فيه كمان تطرف الخطاب الديني أو التدين المنقوص في كثير من الأحيان اننا نعزي أنفسنا جميعا ولا نعزي طائفة بعينها عن مثل هذة الجرائم الغاشمة و الانفجارات الاليمة الذى راح ضحيتها عدد من اخواتنا الابرياء الذي ليس ذنب و سنظل متكاتفين و متحابين وسنظل اخوة مهما فعل الارهاب الذي ليس له دين و لا ملة ،أننا نعزي أنفسنا جميعا في شهداء وضحايا مصر الغالية إخوتي وأولاد خالي مسيحيوا مصر وزي ما تربيت على أن الخال والد والتاريخ يثبت ذا لك فلابد أن نعلن التحدي حتى القصاص عاشت مصر في رباط إلى يوم قيام الساعه فلن نهاب الموت ولا نخشى أي جرز ارهابي خسيس فنحن جميعنا فداءا لهذا للوطن،مصر مهبط الرسالات والأديان،مصر بالله وبنا ستظل في أمان،وسيعاقب كل خائن جبان. وفي النهاية أحب أن اوجه سؤالي لكل الشعب ،يا ترى ياشعب مصر إنتم شايفين إن الحادث الأخير كان فرصة ترجع المصريين صف واحد عشان يقدروا يعرفوا أعداءهم الحقيقيين بره البلد وجواها ولا مازلنا مغيبون عن الحقيقة؟!