قصفت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا عدة فى سوريا فجر الجمعة، ما دفع الجيش السورى إلى الرد بإطلاق صواريخ أرض جو، فى حادث يعتبر الأكثر خطورة بين البلدين منذ بدء النزاع فى سوريا قبل ستة أعوام. وإسرائيل أعلنت لأول مرة مسئوليتها عن الهجوم؛ من أجل طمأنة الإسرائيليين فى أعقاب سماع دوى الانفجار الناجم عن اعتراض صاروخ حيتس المضاد للصواريخ، الذى أطلقته الدفاعات الجوية الإسرائيلية صوب صاروخ سورى أطلقته المضادات السورية. وقال بنيامين نتنياهو مفاخرا: حين نرصد محاولات نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ونتلقى معلومات من أجهزة استخبارات فى هذا الشأن، نتحرك لضربها وقالت القناة العاشرة الاسرائيلية: إن الغارة استهدفت خمس شاحنات محملة بالسلاح كانت متجهة إلى لبنان. واعتبر يعقوب أميدرور المسئول السابق لمجلس الأمن القومى، أن قوافل شحنات الأسلحة التى تنقل لحزب الله تبقى خطا أحمر بالنسبة لإسرائيل، وقال سنضربها وربما يقودنا ذلك لأن نكون أكثر عدوانية. وجاء فى بيان للجيش السورى: إن أربع طائرات للعدو الإسرائيلى استهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر فى ريف حمص الشرقى وتصدت لها وسائط الدفاع الجوى وأسقطت طائرة داخل الأراضى المحتلة، وأصابت أخرى وأجبرت الباقى على الفرار. من ناحيته قال وزير الاستخبارات الإسرائيلى، يسرائيل كاتس: إن إسرائيل مطمئنة إلى دور روسيا فى ضبط سلوك نظام الأسد، وإجباره على عدم تغيير قواعد اللعبة وأن روسيا دولة صديقة لإسرائيل، ووجودها يخدم المصالح الإسرائيلية، ويضمن هامش مناورة مطلق وأشار كاتس إلى أن التعاون بين المؤسسات العسكرية والاستخباراتية فى كل من روسيا وإسرائيل ممتاز، منوها بأن الروس يدركون أننا لن نفرط فى مصالحنا. وهكذا بدت إسرائيل أمام العالم بلطجيًا يتحدى قوانين المجتمع الدولى ويعلن دون خوف انه يضرب فى عمق الدولة السورية وانه سيضرب كلما رأى ان ذلك مفيد لأمنه دون التقيد بأى محاذير دولية ويلاحظ ان الضربات الأخيرة جاءت عقب زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيونى لروسيا وما دار حولها من أحاديث حول اتفاق ثنائى يتضمن إطلاق يد إسرائيل للعمل ضد إيران وحزب الله بشكل مطلق، والمعروف ان إسرائيل هى المحمية الطبيعية من قبل الدول الكبرى بمختلف توجهاتها وكان هذا المفهوم قاصرًا على حماية أمن الكيان داخل حدوده ومنع الدول العربية من حيازة أسلحة متقدمة يمكنها تهديد فكرة تفوقه المطلق على كافة الدول العربية ولكن فى زمن انهيار الوضع العربى والتدمير المنظم لمؤسساته وجيوشه، توسع العالم فى مفهوم الحماية ليشمل القيام بعمليات تأمين وعمل مظلة أمان للعدوان الصهيونى خارج الحدود وهو عمل لم يعد يقتصر على أمريكا وأوربا فقط ولكنه يتسع ويتطور اليوم ليشمل روسيا، كما هو حادث فى سوريا والأمم المتحدة كما حدث فى تقريرها حول سياسة الفصل العنصرى الذى سحب وأجبرت مقرراته على الانسحاب لأنها فقط تجرأت وتحدثت عن مأساة شعب اسمه فلسطين.