بصوت رخيم وطلة مهيبة، يشرع ابن حزم الأندلسي "حمزة العيلي" فى نداء مريديه للإلتفاف حوله، بساحة قصر الأمير طاز، ليلقي عليهم نفحات كلماته التى تسحر قلوبهم وتشفى علتهم وترمم حطام أرواحهم التى أنهكتها الحياة وخيبات الحب التاركة أثرها شحوبا فى وجوههم ودموعا تلمع فى أعينهم من أثر الفراق، فيجدوا فيه معلماً مخلصاً، لطيف القول، حسن المآخذ دقيق المنفذ، متمكن البيان، مرهف اللسان، جليل الحلم، واسع العلم. “فإن الهموم إذا ترادفت في القلب ضاق بها، فإن لم يُنضِ منها شيء باللسان، ولم يسترح إلى الشكوى لم يلبث أن يهلك غمّاً ويموت أسفاً”، لذلك يحرص العشاق على الجلوس فى حضرة مولاهم ابن حزم ليشكوا له ما أصاب قلوبهم من سهام العشق، وما طعن ظهرهم من غدره، ويربت هو على كتفهم ناصحا حازما مع من يخطأ او يتجنى على الهوى. تلك الكلمات كتبتها عن حمزة العيلي فى مقال سابق عندما جسد شخصية الفقيه ابن حزم الأندلسي، وقرر العيلي خلع عباءة "ابن حزم" ليرتدى بردة الإمام محمد بن سعيد البوصيري، ليروي لنا قصة شفائه بالبردة، وننتظر كرامات البردة التى سيمنحها لنا. ويجرى حاليا العيلي بروفات العمل الذى من المقرر أن يتم عرضه يوم 23 مارس بدار الأوبرا بسلطنة عمان ويشارك فى بطولته الفنان محمد لطفى والمطربين ريهام عبد الحكيم ومحمد محسن والفنانون محسن فاروق ومحمد محسن وأجفان طه والفنان القدير المميز محمد راضى الشريف والمنشد المحمدى والمبتهل يحيى بيهاقى حسين من تنزانيا و سهيلة بهجت نجمة برنامج "TheVoiceKids". وتعد تلك المرة الأولى التى قام فيها الموسيقار ممدوح الجبالي بتلحين جميع أبيات البردة التى وهم " 164 " بيتا مع المخرج محمد حسان عاشور الذى أعد النص الدرامى، لتقديم مغناة موسيقية درامية يوم 23 مارس الجارى بأوبرا سلطنة بعُمان، ومعهم قائد الأوركسترا الشرقى الموسيقار أمير عبد المجيد، والأوبريت توزيع حمادة الموجى، ومخرجان منفذان ماهر محمود ورضا حسنين يذكر أن قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة فى مدح خير البرية، ألهمت الكثيرين من الشعراء والأدباء والعوام على مر العصور، وأشهر من نهج على نهج البوصيري هو أمير الشعراء أحمد شوقي، وقد غنت أم كلثوم هذه القصيدة.