دفعت الظروف السياسية بمؤشرات البورصة المصرية لهبوط حاد لدي إغلاق تعاملات الأربعاء، ليسجل رأسمالها السوقي خامس أكبر خسارة يومية بقيمة تجاوزت 10 مليارات جنيه وذلك بفعل المخاوف من تصاعد الأحداث السياسية الداخلية مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية ودعوة بعض القوي السياسية للتظاهر بعد غد "الجمعة". وأغلقت مؤشرات البورصة المصرية التعاملات علي هبوط حاد وجماعي ليفقد مؤشرهاالرئيسي "إيجي إكس 30" نحو 58. 3 % من قيمته مسجلا 64. 4094 نقطة وهو أدني مستوي له في عامين ونصف العام منذ مارس 2009، فيما كانت الخسائر أكثر حدة علي صعيد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" الذي فقد أكثر من 8. 6 % من قيمته ليبلغ 58. 447 نقطة. وهبط مؤشر "إيجي إكس 100" هبوطا حادا الأوسع نطاقا بنسبة 67. 5%ليغلق عند53 .694 نقطة، وعلقت إدارة البورصة المصرية - وفقا للقواعد الاستثنائية المعمول بها منذ 23 مارس 2011- التعامل بالسوق لمدة نصف ساعة بعد تجاوز مؤشر "إيجي إكس 100" نسبة هبوط 5% وسط أحجام تداولات تجاوزت 3. 335 مليون جنيه. من جانبهم قال وسطاء بالسوق إن جلسة اليوم شهدت عمليات بيع عشوائية وحادة من المستثمرين الأفراد وصغارالمستثمرين دون وجود مبررات لذلك،مشيرين إلي أن الوضع في مصر حاليا أفضل بكثير عما كان عليه في السابق. وأوضح وائل دالي محلل أسواق المال أن الأوضاع السياسية في مصر ليست بالسيئةخاصة بعد إعلان مواعيد محددة للانتخابات البرلمانية بما يؤكد إلتزام المجلسالعسكري بتنفيذ وعوده بتسليم إدارة البلاد لسلطة مدنية. وأكد إلي أن عمليات البيع العشوائية بالسوق تبدو وكأنها مفتعلة ومقصودة منقبل جهات تريد هدم السوق, لافتا إلي أن أسعار الأسهم وصلت إلي أدني مستويات فيتاريخها, مطالبا الأفراد وصغارالمستثمرين بالهدوء ودراسة القرارات بشكل جيد بدلامن الانسياق وراء شائعات يريد منها البعض الاضرار بالوطن. وأضاف دالي أن العديد من الشركات أعلنت عن تحقيق نتائج مالية جيدة عن النصفالأول من العام بما يدحض أي محاولات لاثارة المخاوف علي صعيد الوضع الاقتصادي العام للدولة, لفتا في ذلك إلي قيام مؤسسات وصناديق إستثمارية محلية وأجنبيةبعمليات شراء خلال الأيام الماضية بما يؤكد رؤيتهم الايجابية للأوضاع في مصر. العودة إلي أعلي ايقاف التدول بسبب خسارة 11 مليار جنيه جدير بالذكر، أن إدارة البورصة اضطرت إلي تعليق التداول بالسوق لمدة نصف ساعة اعتبارًا من الساعة 11.21 صباحًا وحتي 11.50 صباحًا،بسبب هبوط مؤشرات السوق الرئيسية والثانوية بحلول التعاملات المتأخرة بنسب تراوحت بين 3.5 و7.5 %؛ وفقد رأس المال السوقي للأسهم المدرجة بالبورصة ما يزيد عن 11 مليار جنيه ليصل إلي 316.7 مليار جنيه مقابل 327.7 مليار جنيه أمس. وعقب إعادة التداول بالسوق سجل مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا هبوطًا بنسبة 5.8% 693.81 نقطة. وقال وسطاء بالبورصة إن إدارة البورصة أوقفت التداول علي أسهم 53 شركة نظرًا لتجاوزها نسبة هبوط 5% منها 29 سهمًا قبل تعليق التداول بالبورصة و24 سهمًا بعد إعادة التداول. وأوضح أحمد عبدالحميد مدير التنفيذ بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية أن البورصة تشهد حالة من الفزع علي صعيد المستثمرين الأفراد وصغار المستثمرين نتيجة المخاوف من تصاعد الأحداث السياسية مع قرب الانتخابات البرلمانية ودعاوي التظاهرات واستمرار الاعتصامات الفئوية أمام مقر مجلس الوزراء.